أعلنت مقاطعة نيروبي عن خطة "القضاء على الأمراض بنيروبي" تستمر لعامين في أيلول/سبتمبر لمكافحة النسبة المتزايدة من داء نقص المناعة (الإيدز) في أنحاء البلاد.

وقال أمين عام وزارة الصحة في نيروبي، تيموثي كينغوندو، في حديث لصباحي، "سنعمد إلى انتهاج أكثر الاستراتيجيات الصارمة والمفصلة والمستدامة والرامية إلى تحقيق نتائج ملموسة لمكافحة داء نقص المناعة في حملات ستشمل كافة المناطق، فنحن نعتقد أنها الطريقة الفضلى في خفض عدد الاصابات".

ويترأس المسؤولون في نيروبي جهود المقاطعات الكينية في محاربة داء نقص المناعة، بحسب تقرير صادر عن لجنة الإيرادات. ووفقا للتقرير ثمة 199 الف و100 شخصا في مقاطعة نيروبي يتعايشون مع مرض نقص المناعة، بينما يعيش 150 ألف مريض في هوما باي ويصل عدد المصابين في منطقة كيسومو إلى 113 ألف مصاب. كما ويعيش في نيروبي أكبر عدد من المصابين بأمراض جديدة.

وأضاف كينغوندو لصباحي ، "لا يمكننا أن نسمح لهذا العدد أن يتضخم. فوجود 199 الف و100 مصابا بمرض نقص المناعة في نيروبي ليس بالعدد القليل. علينا أن نعيد النظر بكيفية معالجة الأسباب والعوامل ونراجع استراتيجيتنا في نشر الوعي لاحتواء هذه الظاهرة".

وتعتمد نيروبي توزيع الواقي الذكري مجانا في مكافحة الاصابات بمرض الايدز.

وأوضح كينغوندو أنه ومنذ "خمس سنوات، كان لدينا 1000 آلة لتوزيع الواقي الذكري موزعة في أماكن مثل الحانات والنوادي الخاصة والمغاسل وآلات الصرف. أما اليوم فالآلات فارغة أو مخربة أو غير موجودة". وتابع القول، "نريد نشر 5000 آلية إضافية مع نهاية العام وسنحدد موظفين لمراقبتها والحفاظ عليها وإعادة تزويدها".

وأوضح أن الحكومة تسعى أيضا لتوفير المعالجة الوقائية عالية الفعالية للفيروسات للنساء والرجال بعد تعرضهم المحتمل لداء نقص المناعة في حالات الاغتصاب.

وتابع "لن يصاب احدا بداء نقص المناعة لأنهم تعرضوا للاغتصاب. نريد أن يدرك ابناء نيروبي أنهم قادرون على الحصول على المساعدة بعد وقوع حالة الاغتصاب مباشرة. لذلك فإننا سنعتمد آلية رعاية صحية طارئة وعاجلة ومتمكنة لحماية ضحايا الاغتصاب".

ولفت كينغوندو إلى أن الأشهر المقبلة ستشهد حملات عامة مستمرة في أنحاء المدينة توفر معلومات وتشجع السكان على الخضوع للفحوصات الطبية لتحديد الاصابة.

وأضاف كينغوندو أن السلطات المحلية في المقاطعة تساعد في تشكيل لجنة وزارية صحية على المستوى الوطني لوضع سياسات مكافحة داء نقص المناعة منسجمة وتتطابق مع ما يعتمد على المستوى المحلي.
 

اعتماد سياسات وقائية واقعية لمكافحة داء نقص المناعة

من ناحية أخرى، قال مدير المجلس الوطني لمكافحة الإيدز، ألويس أوراغو، إن النسبة العالية من الاصابات في مقاطعة نيروبي تعكس التغير الكبير في العادات الاجتماعية والتي يجب الاعتراف بها ومعالجتها.

وأضاف، "السلوك الجنسي في نيروبي، كتبادل الزوجات أو اتخاذ أكثر من شريك جنسي أو رفض استخدام الواقي هي السبب الأول لانتشار الاصابات بداء نقص المناعة. وإن عوامل الخطر يجب ذكرها ومواجهتها والقضاء عليها بشجاعة".

ودعا أوراغو الحكومة إلى عدم التخاذل في توعية الناس حول مخاطر الاصابة على الرغم من المخاوف النفسية التي قد تثيرها بعض فئات المجتمع.

وقال، على سبيل المثال، فقد سحبت الحكومة في شهر أذار/مارس إعلان يشجع "استعمال الواقي عند خيانة الشريك" من الأسواق بعد ممارسة رجال الدين الضغوطات عليهم .

واعتبر أوراغو أن الاعلان كان يجب أن يبث كإجراء تحذيري لا سيما وأن وسائل التوعية يكون تأثيرها أكبر حين تكون واقعية وتلامس حياة الناس.

من جهة أخرى، برر محافظ مقاطعة نيروبي إيفنز كيديرو، قرار الحكومة بسحب الإعلان من التداول وأشار إلى أن إعلانا آخر يعكس قيم الكينيين بطريقة أفضل سيتم إطلاقه قريبا.

وقال كيديرو إنه على الرغم من أن إعلان "استعمال الواقي عند خيانة الشريك" كان يراد به خيرا، إلا أن الرسالة فسرت بشكل خاطئ حيث اعتبرها البعض تتسامح مع الخيانة الزوجية عند استخدام الواقي الذكري

وأوضح أن المقاطعة تعمل على إعلان جديد بالتشاور مع القادة الدينيين وأطراف معنية وقال، "سنجري المشاورات اللازمة مع كافة أصحاب الشأن قبل بث الاعلان".

أما الطبيب باتريك موريتي، الذي يرأس وحدة المراقبة والتقييم في المجلس الوطني لمكافحة الإيدز، فحث النيروبيين على حماية أنفسهم وعدم التواني عن ذلك خوفا من نظرة المجتمع. إضافة إلى ذلك، قال إن السلوك غير المحبذ يمكن تغييره مع فهم أعمق للمخاطر القائمة.

وأكد موريتي، "إذا قدمنا المعلومات الدقيقة والأساسية واللازمة حول تغييرات السلوك وربطنا ذلك مع تغطية إعلاميية مستدامة من خلال الاعلانات التذكيرية التوعوية، فإن حالات ممارسة الجنس لليلة واحدة وتبادل الزوجات ونظرة [الناس] السلبية لاستخدام الواقي الذكري ستتراجع".