تسعى النساء إلى لعب دور أكبر على صعيد حملة إعادة بناء الصومال، في ظل تضاؤل قوة حركة الشباب وانتشار ظواهر التقدم والتطور في مختلف أنحاء البلاد.
ويساعد العنصر النسائي في إعادة إعمار الصومال على مستويات عدة، لا سيما في مجال العلم والصحة والسياسة والأمن حتى. ومن بين الشخصيات النسائية الصومالية العديدة التي تلعب دوراً بارزاً في البلاد، اختار موقع صباحي ثلاث نساء يستعملن معرفتهن لتوعية الشعب والتخفيف عنه والنهوض بالمساواة بين الجنسين، وهن أسلي اسماعيل دوالي وسعدية عبدالصمد عبدالله ودنيا محمد علي.
أسلي اسماعيل دوالي
أسست دوالي، 54 عاماً، مجموعة تعزيز تطوير المشاريع والتربية للنساء وتطوعت لمساعدة
الشعب الصومالي على مدى 10 سنوات.
ودوالي موظفة سابقة في السفارة الأميركية وقد هربت من الصومال عند انهيار الحكومة
المركزية عام 1991. وخلال إقامتها في نيروبي عام 1996، أقنعت مسؤولين في منظمة طبية
ألمانية متخصصة في أمراض العين بافتتاح عيادة لجراحة عدسة العين في مستشفى بلدوين
العام في مقديشو بالتعاون مع مستشفى كيكويو في كينيا.
وقد تم استقبال مرضى من كافة أنحاء البلاد ومن أثيوبيا في عيادة أمراض العين التي
نُقلت عام 2003 إلى مستشفى عرفات في مقديشو. وعملت دوالي كمنسقة متطوعة للمشروع حتى
2006.
وفي السنوات التي تلت، حوّلت تركيز مسيرتها المهنية إلى تمكين النساء الصوماليات
وأسست لذلك مجموعة تعزيز تطوير المشاريع والتربية للنساء عام 2008. وتشارك هذه
الجمعية بشكل دوري في مؤتمرات تنموية اجتماعية وتعرض المشاكل التي تواجهها النساء،
وذلك إلى جانب دفاعها عن حقوقهن بالمشاركة على الساحة السياسية.
وأوضحت دوالي لصباحي "شعرت أن النساء الصوماليات بحاجة إلى مساعدة خاصة لدعم
إنجازاتهن وتشجيع عملية تعليمهن. فقررت أن أؤسس هذه الجمعية بعد أن استُهدفت 10
نساء كن يعملن على تنظيف البلاد [وهن عاملات تنظيف للشوارع] في تفجير في 3 آب/أغسطس
2008. ومنذ ذلك الحين، أنا أعمل على تعليم النساء وتعزيز قدراتهن للعمل تماماً كما
فعله الرجال".
وأضافت "ثمة عوائق أساسية يواجهها تقدم النساء [في الصومال]، ولا سيما كون الرجال
لا يعتبرون النساء عناصر فاعلة قادرة على إنجاز مهام أساسية [في المجتمع]، إضافة
إلى الوصول غير المتكافئ إلى التعليم والموارد المالية. ولكن هدفي إزالة هذه
العوائق وضمان حقوق ومسؤوليات متساوية للرجال والنساء".
سعدية عبدالصمد عبدالله
عبدالله طبيبة في مستشفى بنادير تبلغ من العمر 32 عاما وتدرّس في جامعة بنادير
بمقديشو.
وأوضحت لصباحي "أريد أن أشارك في إطلاق جيل من الأطباء يشكل جزءاً من الحل للمشاكل
الطبية التي تواجهها البلاد".
ودرست عبدالله في العاصمة الصومالية خلال الحرب الأهلية وتخرجت من المدرسة عام 2003
عندما كانت المدينة لا تزال مقسمة بين أمراء الحرب.
وقررت عبدالله بدعم من عائلتها أن تتابع دراستها الجامعية بالرغم من الأزمة التي
تتخبط فيها البلاد. فدخلت كلية الطب في جامعة بنادير، وهي أول كلية طب أُنشئت في
الصومال منذ 1991، وتخرجت عام 2009.
ولكن تحول حفل تخرجها إلى كابوس.
فكانت عبدالله في فندق شامو في مقديشو في 3 كانون الأولى/ديسمبر 2009 عندما فجر
انتحاري نفسه، مما أدى إلى مقتل 19 شخصاً وإصابة آخرين. وكانت غالبية الضحايا من
الطلاب وموظفين في الجامعة، وقد قتل بينهم أربعة وزراء من الحكومة الفيدرالية
الانتقالية. أما عبدالله، فلم تتعرض لأي إصابات.
وقالت "كنت سعيدة جداً [في بداية] هذا اليوم ولكني أصبت بالتعاسة مجدداً عندما وقع
الانفجار في حفل تخرجي. كان الوضع محزناً جداً إذ أنني فقدت العديد من أصدقائي
الأعزاء هناك. ولا تزال تراودني الكوابيس".
وبعد فترة قصيرة من هذا الحادث المروع، دخلت مجال الطب وحصلت على وظيفة في قسم طب
الأطفال في مستشفى بنادير.
وقالت "كانت هناك مشكلة أساسية ذلك أن المعدات الطبية في المستشفى لم تكن ملائمة
لعدد الأطفال والأمراض. ولكن بالرغم من ذلك، سعيت دوماً وفريق عملي إلى إنقاذ أضعف
الأطفال".
وحالياً، تترأس عبدالله وحدة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في المستشفى وتحاول
مساعدة الناس من خلال معرفتها وخبرتها. يُذكر أنه بالمقارنة مع الدول الأفريقية
الباقية، يسجل معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في الصومال مستويات منخفضة
جداً. وعام 2011، كان معدل انتشار هذا الفيروس لدى الراشدين في الصومال أقل من واحد
في المائة، حسبما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وأوضحت عبدالله أن "غالبية الصوماليين تعتقد أن فيروس نقص المناعة مرتبط بممارسة
الجنس بصورة غير شرعية، وبالتالي يصعب عليها تقبل المرض عندما يتم تشخيص الإصابة
بالفيروس المذكور. ولكن نقدم لهؤلاء المشورة والفحوص بصورة طوعية".
وأشارت عبدالله إلى أن وحدة فيروس نقص المناعة استقبلت 199 مريضاً منذ حزيران/يونيو
2011، وقد توفي 30 منهم جراء المرض في حين حصل الباقون على العلاج.
وتابعت قائلةً "نقول لهم إنهم يستطيعون العيش بالرغم من فيروس نقص المناعة ونجعلهم
يقابلون أشخاصاً لهم تجارب خاصة في التعايش مع فيروس نقص المناعة البشرية".
دنيا محمد علي
تعمل علي، 55 عاماً، على الترويج لقضية المساواة بين الجنسين عبر ضمان خوض مزيد من
النساء المؤهلات مجال السياسة في الصومال.
ووُلدت علي في بيدوا وعملت كمسؤولة في مدرسة متوسطة قبل دراسة العلوم السياسية في
الجامعة بمقديشو.
وقالت علي "بعد أن تخرجت، اعتبرتني حكومة [محمد سياد باري] عنصراً منشقاً، وبالتالي
تركت مجال السياسة وعدت إلى إدارة الأعمال. فأصبحت محاسبة في مشروع ممول من البنك
الدولي بعنوان 'مشروع التوسع الزراعي'".
وفي 2002 خلال الحرب الأهلية، قررت التحرك عبر المساعدة في تنمية المجتمع الصومالي،
فتركت وظيفتها في القطاع الخاص للعمل مع اليونيسف.
وشرحت قائلةً "اخترت اليونيسف إذ تفتح المجال لتدريب مثقفين صوماليين"، مضيفةً أنها
عملت على مشروع "تدريب المدربين على العنف الجنساني" الذي ركّز على مسألة التحرش
والاستغلال الجنسي.
وخلال عملها مع اليونيسف، التقت علي بنساء عملن لصالح المنظمة النسائية للتنمية.
وقالت "بما أنني كنت أبحث عن طريقة لتمكين النساء، بدأت أعمل مع المنظمة النسائية
للتنمية نظراً للتوافق بين نموذج عملها وأفكاري".
وتم تسليم علي مسؤولية إدارة مكتب يساعد النازحين. وذكرت "خلال عملي في المكتب، كنت
أعلمهم كيفية زيادة قاعدة معارفهم".
وحالياً، تسعى علي جاهدةً لتعزيز مشاركة النساء في المجال السياسي.
وأضافت "من إنجازاتنا تعزيز المشاركة النسائية في السياسة. فكان البرلمان السابق
[الذي تم تشكيله غام 2004] يضم سبع نساء فقط، في حين أن البرلمان الحالي يضم 14
امرأة. وبالتالي نجحنا في زيادة مشاركة المرأة بنسبة 100 في المائة. وهذا يُعد
تقدماً، إلا أننا لم نحقق هدفنا بأن تشغل نساء يتمتعن بالكفاءة اللازمة 50 في
المائة من إجمالي المقاعد".
وأضافت "إن الضغط الذي مارسناه سمح بتعزيز دور المرأة في المجتمع، ولكننا لا نزال
نواجه عائق القبلية الذي لا يمنح أي فرصة للمرأة".
الصباحي
Navigate through the articles | |
إعلان الجماعة إرهابية! | الوطن على شفا هاوية |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|