المقالات و التقارير > أية مشاعر يعيشها الناس في موريتانيا؟

أية مشاعر يعيشها الناس في موريتانيا؟

"انتهى زمن المواعيد.. لا مواعيد إلا مع المستشفيات.. ونزار قباني لو كان بيننا اليوم لكان من الزاهدين".. بهذه الكلمات يختصر أحد الشباب الموريتانيين واقع الفئة الأعم من شباب البلد بعد ارتفاع نسبة البطالة وتراجع وتيرة التوظيف وارتفاع أسعار الإيجار والكهرباء والمياه وتوحيد أسعار الأدوية داخل مجمل صيدليات العاصمة نواكشوط.

على استحياء يتداول الناس أمورهم الخاصة بشيء من الحسرة على الماضي والاشمئزاز من الحاضر والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا من واقعهم البائس هذه الأيام.

فلم يعد للعواطف مكان في حياة أغلب الموريتانيين أو يكاد ـ كما يرى محمد الأمين ذو الستين ربيعا - بفعل ضغط الواقع الاجتماعي وحدة الأزمات السياسية وتشابك العلاقات داخل المدينة، وانهيار المنظومة الأخلاقية التقليدية بين السكان.

ويضيف الشيخ الموريتاني "كفّ الناس عن حضور الأماسي الفنية بفعل ضغط الفتاوى الرائجة والحاجة إلى توفير النقود، وتراجعت مكانة الفن في نفوس متعاطيه بفعل جفاف العواطف وطغيان المادة، وتراجعت مكانة الفنانين بين العامة والنبلاء، وكف أصحاب السيارات عن تبادل الأشرطة والاستماع للموسيقي أوقات العمل، وباتت أغلب العلب الليلية في موريتانيا مهجورة ليلا، واختار أغلب سكان البدو السهول والوديان وتراجعت مكانة الهضاب والكثبان بعدما مات محبوها.

تنفق الدولة الموريتانية أكثر من مليار و500 مليون أوقية على قطاع الثقافة من أجل احداث توازن داخل المجتمع بين الروح والجسد، غير أن أغلب برامج الوزارة والجمعيات الشبيهة واتحادات الفن باتت عرضة للضياع بفعل هجران الجمهور للعروض الثقافية والأيام الجهوية التي تحاول من خلالها الحكومة المحافظة على بعض التراث، ويجتهد منعشوها على استعادة بعض من ثقافة جيل عصفت بأحلامه المدينة.

كثرت عمليات الانتحار في صفوف الشباب خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت جرائم القتل والاغتصاب داخل العاصمة وكبريات المدن، والتحق آخرون بالجيل الجهادي في العراق وأفغانستان ومالي وسوريا، وباتت أغلب أشعار النخبة المهاجرة موجهة للتحريض ضد أنظمة الحكم في ديار الإسلام أو الجماعات المداهنة للواقع القائم وغابت ثقافة الحنين للديار واستذكار سنوات الألفة من قاموس الشباب المهاجر، بينما تشاغل بقايا جيل الستينات بنثر قصص خيالية عن مكانة مرموقة لشعراء البلد وشيوخه واستدرار عطف الحكام بالمديح والثناء وتنظيم أيام ثقافية لا مكان فيها لغير التعويض والتكريم.

وتقول أوساط وزارة الصحة إن 7% من موارد القطاع موجهة لمستشفى الأمراض العقلية وشراء الأدوية المضادة للاكتئاب، وإن حالة الجيل المعاصر تدعو للقلق بفعل ارتفاع أمراض الضغط والمعدة بين الجيل الجديد حيث تتراوح أعمار مرضى المعدة ما بين ( 20 -33 سنة).
الجزائر تايمز


Navigate through the articles
Previous article هكذا تم تفجير مسجدي "التقوى" و"السلام" بطرابلس رئيس خلعه الشعب حرا طليقا و رئيس اختاره الشعب عبر انتخابات حرة خلف القضبان بتهم ملفقة؟ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع