على عكس كل التوقعات تعتبر حكومة الدكتور
حازم الببلاوى أكثر الحكومات التى تولت المسؤولية حظاً، مما يجعل حسابها أكبر
للأسباب الآتية:
أولا: إنها وإن كانت تعتبر حكومة انتقالية إلا أن عدم انتمائها إلى حزب تتبعه
يجعلها أكثر قدرة على الإنجاز والقرارات الجريئة التى لم تتح لحكومة سابقة كانت،
بسبب انتمائها الحزبى، خاصة عندما تقترب من الانتخابات، تنافق المواطن وتتغاضى عن
المخالفات التى يرتكبها حتى تشترى صوته. وهى ظاهرة زادت مع حكومة حزب «الحرية
والعدالة»، برئاسة هشام قنديل، والتى ظلت فى حالة جمود أكثر من ثمانية أشهر،
انتظاراً لانتخابات لم تتم، وكل عملها أن تعبئ مفاصل الدولة بالأنصار والإخوان.
حكومة «الببلاوى» لا ضغوط عليها، وبالتالى فمن حق المواطنين أن ينتظروا منها الكثير
من الإنجازات.
ثانيا: بجانب ذلك تعمل حكومة «الببلاوى»، دون رقابة برلمانية، واستدعاء وزرائها
لجلسات ولجان برلمانية، والرد على طلبات إحاطة وأسئلة ونواب يدقون أبواب الوزراء
بطلباتهم الغريبة، وإلحاحهم إلى درجة الابتزاز، فهى وزارة متفرغة تماما للعمل 24
ساعة فى اليوم.
ثالثا: رغم الأحوال الأمنية المعروفة فإن حكومة «الببلاوى» تحاط بحالة فريدة من
تأييد المواطن المستعد للمشاركة، بل وإلى حد التضحية، إذا وجد الحكومة الجادة التى
يلمس نتيجة عملها فى شارع نظيف، وعدالة لا تفرق، وقرارات شجاعة، وتصريحات ليست
للاستهلاك، وسرعة فى النتائج.
رابعا: منذ بدأت حكومة هشام قنديل، فى 24 يوليو من العام الماضى، ونحن أسرى محاولات
لم تنجح، للحصول على قرض من صندوق النقد الدولى 4.8 مليار دولار، مما أدى إلى
قبولنا وديعة قطر (3 مليارات دولار) المشروطة بفائدة تبلغ نحو أربعة أضعاف قرض
الصندوق (1.16% فائدة قرض الصندوق مقابل 4.5% فائدة وديعة قطر)، ومع ذلك شكرنا لقطر
وديعتها المكلفة.
مع حكومة «الببلاوى»، بعد ثورة يونيو، وفى أيام قليلة، قدمت المملكة العربية
السعودية والإمارات العربية والكويت 12 مليار دولار: ستة مليارات منها وديعة، دون
فوائد، و3 مليارات منحة لا ترد، و3 مليارات أخرى منحة فى صورة عينية (أرقام الدعم
العربى قالها الدكتور أحمد جلال، وزير المالية، فى اجتماع حضرته مع عدد من ممثلى
الإعلام، يوم الخميس الماضى، فى جلسة حوار حول الأوضاع الاقتصادية)، وهو ما يعنى أن
حالة الضيق التى كانت حتى ثورة يونيو، قد انفرجت إلى حد ما، وأصبحت حكومة
«الببلاوى» تعمل فى ظروف مالية أفضل كثيرا من أى فترة.
خامسا: أضيف إلى ذلك أن وزراء حكومة «الببلاوى» وزراء تكنوقراط متحررون من مناورات
السياسة وألاعيبها، فليس هناك رئيس يدورون حوله، ويتسابقون لنفاقه ورضاه، وبالتالى
فليست لهم غير مهمة واحدة هى اقتحام مشاكل تورمت مثل الدعم والطاقة، خاصة أن لرئيس
الوزراء سابقة دراسة هذه المشكلة وهو نائب رئيس الوزراء ووزير المالية وضع فيها ما
أعتبره أهم دراسة عن مشكلة الطاقة ودعمها، ضمنها كتابه «4 شهور فى قفص الحكومة»،
وكل المطلوب أن يستخرج ما كتب، وينفذه، إلا إذا اعتبره «كلام كتب»!
المصري اليوم
Navigate through the articles | |
قطاع الأدوية غير المنظم خطر على الصحة العامة في أرض الصومال | هل اختلط الحابل بالنابل؟ |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|