المقالات و التقارير > رسالة رئيسنا المحترم للجميع بمن فيهم القاعود وعبدالسميع!

رسالة رئيسنا المحترم للجميع بمن فيهم القاعود وعبدالسميع!

منذ وفاة الزعيم عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970 وأنا لا أشعر بالفخر والاعتزاز برئيس بلدى، أو أقول يوماً إنه يشرفنى أن يكون ذلك الشخص رئيسى، حتى مر ثلاثة وأربعون عاماً وسمعت حواراً مع الرئيس المستشار الجليل المحترم عدلى منصور على قنوات التليفزيون منذ عدة أيام، فوجدت نفسى أقول تلقائياً وبصوت عال سمعه كل من كان حولى «إننى أفخر بأن يكون هذا الرجل رئيسى».

لن أخطئ- كما أخطأ غيرى- بقياس أداء الرجل وإجاباته عن الأسئلة ووضوح أفكاره ودقة واحترام مفرداته على مقياس من سبقه، لأنى أعتقد أنه لامجال للمقارنة أصلاً، ومحاولة ذلك فى حد ذاتها إقلال من مكانة الرجل وقيمته، ولن أعلق على ما بدا للجميع مما يملكه الرجل من عقل راجح وأفكار مُرتبة وذهن حاضر وصوت هادئ وأداء رصين ولغة سليمة، لأن هذا كله ليس بمُستغرب على رجل وصل إلى أعلى مناصب القضاء، ولكنى فقط سأعلق على واحدة من الرسائل المهمة التى أرسلها رئيسنا المحترم إلى الشعب المصرى فى هذا الحوار، كنا فى حاجة إليها هذه الأيام التى يشهد فيها إعلامنا المقروء والمُشاهَد الكثير من الغُثاء والفُجر والفُحش فى القول، من ذوى الأغراض الدنيئة من زبانية وخدم النظامين الفاشيين السابقين اللذين أسقطهما الشعب المصرى العظيم وألقى بهما فى مزبلة التاريخ.

الرسالة التى أقصدها هى ما قاله الرئيس المحترم بكلمات واضحة مستقيمة لا لبس فيها ولا مجال للالتفاف حولها هى «أنه لا توجد قوة على وجه الأرض يمكن أن تُرجع عقارب الساعة إلى الوراء سواء إلى النظام السابق أو الأسبق، وإلى كل من يتوهم أو يأمل أن ثورة 30 يونيو جاءت لتمحو ثورة 25 يناير ومكتسباتها أقول لهم: أفيقوا من غيبتكم». وببلاغة رائعة واختصار موجز قال:

«إن 30 يونيو تكمل 25 يناير، فما شهدته مصر فى 30 يونيو ليس سوى رد فعل رافض لمحاولة النظام السابق استنساخ النظام الذى سبقه ولكن بصبغة دينية لا تأخذ من الدين سوى المُسمى فقط وتنتهك قيمه المقدسة».. تلك هى المسألة يا سادة.. فقد ثار الشعب المصرى على نظام فاشى مُستبد غاشم يعتمد على قوى أمنية باطشة فى 25 يناير، ولكنه لم يكن يتخيل تحت أى ظرف من الظروف أن يكون البديل لهذا النظام هو أيضاً نظام فاشى مستبد غاشم آخر ولكنه يعتمد على قوى تتمسح بالدين وتتظاهر به وتتاجر بشعاراته، وكان من الواضح أن ذلك النظام الإخوانى قد حاول على مدى عام كامل أن يكون استنساخاً للنظام الفاسد الذى سبقه، فلم يغير شيئاً من أسسه وأهدافه وفلسفة عمله وفساده، وهو ما بدا بالذات من استمرار تحالف الثروة والسلطة وهيمنة رجال الأعمال، وإن بدا اختلاف شكلى بينهما فى إطلاق اللحى والتوسع فى استخدام العبارات الدينية للضحك على عقول البسطاء والجهلة واستغلال حالة الأمية وانحطاط التعليم السائدة. لأجل ذلك كله كانت رسالة الرئيس واضحة للجميع..

وقد خصصت فى عنوان المقال اسمين كمثالين لكاتبين تخصصا فى الدفاع عن النظامين السابقين وهيَّأ لهما خيالهما المريض أن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء، خُصص لكل منهما عمود يومى فى صحيفة الأهرام.. الأول هو السيد حلمى قاعود الكادر الإخوانى الذى خصصت له الصحيفة عموداً يومياً فى زمن الإخوان حتى أراحتنا منه الموجة الثورية العاتية فى 30/6، يهاجم فيه كل من هو ليس على دين الإخوان، ويتشفى- فى زمن التمكين- فيمن كان يسميهم «أعداء الدين من العلمانيين والليبراليين واليساريين والقوميين»، وكان يحاول دوماً إقناع قرائه بأن ثورة يناير لم تكن إلا من تدبير وتنفيذ جماعته ويكيل الاتهامات والبذاءات لشباب الثورة الحقيقيين.. والثانى هو السيد عمروعبد السميع الذى استولى هو الآخر على عمود يومى بالصحيفة نفسها، خصصه لتشويه وجه ثورة يناير العظيمة وتلويث شبابها الذى حمل أرواحه على أكفه وهو يواجه قوى الفساد وآلاتها الأمنية الجبارة، بعد أن أطاحت الثورة بأحلامه فى أن يكون أحد رجال الوريث المقربين فى حال نجاح مؤامرة التوريث، فباع نفسه من أجل نجاح هذا المخطط الشيطانى وبذل فى سبيل ذلك كل ما يملك من مواهب فى النفاق الرخيص والألاعيب المفضوحة كان أبرزها ذلك البرنامج التافه الذى أتاحه له المتهم أنس الفقى «حالة حوار»!

المهم أنه عاد هذه الأيام بعد موجة 30 يونيو الثورية التى قادها أيضاً شباب يناير ومنهم أعضاء حركة تمرد ليظن أن الفرصة قد واتته، فيبث يومياً فى عموده سموم حقد وكراهية لثورة يناير، فهو لا يعترف بأنها ثورة فيقول عنها تارة «مؤامرة» وتارة أخرى «أحداث»، ويكررفى عواميده المتهافتة الدفاع عن رموز النظام الفاسد ويستفيض فى وصف مآثرهم بطريقة فجة وهو لا يدرك أن الشباب المصرى الواعى يعرف تاريخه ولأى غرض يكتب. لذلك أقول لرئيسنا المحترم: شكراً على رسالتك الواضحة القاطعة التى شعرت معها بأنه كمن قد ألجم حجراً فى فم كل كاره وحاقد ومتآمر على ثورة يناير الخالدة وامتدادها فى يوم 30/6، وما أكثرهم هذه الأيام.. وما أكثر نقيقهم وفحيحهم بعد أن خرجوا من جحورهم.

المصري اليوم
 


Navigate through the articles
Previous article البرلمان فى مشروع الدستور لا تحاكموا المدنيين أمام محاكم عسكرية Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع