المقالات و التقارير > انطلاقة خجولة لمبادرة "غو تو سكول" في الصومال

انطلاقة خجولة لمبادرة "غو تو سكول" في الصومال

 

 

يستيقظ حسن ديرو في الصباح الباكر كل يوم للتوجه إلى تقاطع زوبي في مقديشو حيث ييقوم بتلميع الأحذية. وعند المساء، يعود إلى منزله الذي هو عبارة عن كوخ يتشاركه مع أصدقائه في غرب المدينة.

وُلد ديرو الذي يبلغ من العمر 17 عاماً في بيدوا وفقد أهله عندما كان صغيراً جداً فلم يذهب يوماً إلى المدرسة.

وقال ديرو إنه لم يكن على علم بالبرنامج التعليمي المجاني الجديد الذي أطلقته الحكومة الصومالية والذي يحمل اسم "مبادرة غو تو سكول" ولكنه أكد على أنه يرغب في الاشتراك فيه وارتياد المدرسة للمرة الأولى في حياته.

يُذكر أن ما يقدر بأربعة ملايين و400 الف ولد ومراهق تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 سنة هم خارج المدرسة أو معرضون للخطر من أصل مجموع سكان الصومال الذي يبلغ 9.2 مليون نسمة، حسبما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

وتسجل الصومال أدنى معدلات الانخراط في المدارس الابتدائية في العالم. وقد أشارت اليونيسف إلى أن 42 في المائة فقط من الأطفال الصوماليين يذهبون إلى المدارس الابتدائية علماً أن نسبة 36 في المائة فقط منهم هن من البنات.

ولرفع هذه المعدلات، أطلقت الحكومة الفيدرالية الصومالية مبادرة "غو تو سكول" التي ستمتد من 2013 إلى 2016 ويتمثل الهدف الأولي فيها في تسجيل مليون تلميذ في المدارس خلال السنة الأولى. وتساهم اليونيسف والشراكة العالمية من أجل التعليم في المبادرة عبر توفير الإرشادات والتنسيق وجزءاً من التمويل للبرنامج.

 



ولكن بالرغم من الجهود المبذولة، إن كثيراً من الصوماليين ليسوا على علم بالتعليم المجاني، وفق ما ذكره نائب مدير مدرسة أحمد غوري في مقديشو، محمد موجي أبشير. وشدد هذا الأخير على ضرورة أن تروّج الحكومة لهذه المبادرة على نطاق واسع بواسطة الصحف والمحطات الإذاعية.

وشرح لصباحي قائلاً "إنها فرصة جيدة جداً ولكن من الضروري تطبيقها بشكل كامل"، مضيفاً أنه لو كان الأهالي يعلمون كيف وأين يجب تسجيل الأولاد، لكان التحق مزيد من التلاميذ في البرنامج حتى الآن. وشدد على أن هذا المشروع يحتاج إلى حملة توعية قوية.

ومن جانبه، ذكر محمد عبدالقادر نور، رئيس قسم التربية في وزارة التنمية والشؤون الاجتماعية، أن الحملة لا تزال في مراحلها الأولية وسيتم قريباً دعمها بحملة إعلانية واسعة.

وقال "ثمة مدارس خاصة لتطبيق هذا المشروع وسنعلن عنها في وقت لاحق"، مشيراً إلى أن الأهالي والأولاد المهتمين يستطيعون حالياً زيارة الوزارة للحصول على معلومات حول كيفية الالتحاق.
 

التعليم مسار يضمن الازدهار والأمن

وإن مدرسة محمود ميري الابتدائية في مقاطعة وابري في مقديشو هي إحدى المدارس الأولى التي تقدم التعليم المجاني.

وأوضحت مديرة المدرسة، خديجة آدن ضاهر، أن المدرسة تنظم صفوفاً صباحية دورية لـ500 تلميذ يدرّسهم 20 أستاذ متطوع. وفي إطار مبادرة "غو تو سكول"، يحضر عدد إضافي من التلاميذ يبلغ 200 فتى و100 فتاة صفوف بعد الظهر التي يقدمها 23 أستاذاً تدفع لهم الحكومة رواتبهم.

وتابعت ضاهر قائلةً إن تفاوت الرواتب تسبب ببعض المشاكل وطلبت من الحكومة دفع رواتب الأساتذة العاديين أيضاً إلا أنها لم تحصل على أي رد بعد.

ولكن أوضح نور من وزارة التنمية والشؤون الاجتماعية لصباحي أنه يمكن فقط توظيف الأساتذة الذين نجحوا في امتحان التصديق الذي تجريه وزارة التربية ويتلقى هؤلاء راتب 200 دولار شهرياً.

وبموجب مبادرة "غو تو سكول"، تتشارك هيئة الشراكة العالمية من أجل التعليم والحكومة الصومالية تكاليف رواتب الأساتذة، حسبما ذكرت وزيرة التنمية والشؤون الاجتماعية مريان قاسم أحمد.

وأضافت لصباحي أن "المنظمة الشريكة الأكبر التي تدعمنا هي اليونيسف إلى جانب الجامعة العربية التي بنت خمس مدارس".

وأكدت على أن برنامج التعليم المجاني لن يهتم فقط بتعليم الأطفال في المرحلة الابتدائية، بل سيساعد أيضاً على القضاء على الفقر وغياب الأمن في البلاد.

وتابعت أحمد "يستطيع البشر التقدم ومساعدة أنفسهم والتخلص من الفقر وتحقيق السلام والاستقرار من خلال التربية. يجب أن يصبح الصومال رمزاً للسلام والاستقرار وإن الطريقة الوحيدة لإنجاز ذلك تتمثل في تعليم الناس".

يُذكر أن العائلات التي لا تستطيع تكبد تكاليف تربية أولادها بدأت تستفيد من هذه الفرصة.

 



ومريم قادر محمد البالغة من العمر 12عاما هي من التلاميذ الذي يحضرون صفوف بعد الظهر في مدرسة محمود ميري الابتدائية.

وقد عبّرت عن سعادتها بالحصول على التعليم المجاني، مضيفةً أن شقيقيها الأصغرين البالغين من العمر 6 و 8 سنة، التحقا بالمدرسة معها.

وكانت عائلة الفتاة تعيش في مخيم للاجئين في جلكاعيو عندما علمت ببرنامج التعليم المجاني الذي أُطلق في مقديشو. وذكرت مريم أن مع أنه من المفترض أن تُطبق مبادرة "غو تو سكول" في مختلف أنحاء البلاد، لم تكن تعرف أي مدارس مجانية في جلكاعيو.

وقالت محمد "عندما سمعنا بإطلاق التعليم المجاني في مقديشو، انتقلنا إلى هنا للاستفادة منه". وتقيم اليوم عائلتها المكونة من ستة أفراد في مخيم للاجئين في مقاطعة وارتا نابادا في مقديشو.

أما نفيسة عبدالله حسن، 15 عاماً وتقيم في حي تارابونكا في منطقة هودان، فذكرت لصباحي أنها أجبرت على التوقف عن الدراسة بعد الصف الثاني جراء إقفال المدرسة الابتدائية التي كانت ترتادها.

وأضافت حسن "علمت أن ثمة فرصة للتعليم المجاني وسألتحق بها قريباً"، معبّرة عن تطلعها إلى متابعة الدراسة.

الصباحي


Navigate through the articles
Previous article ألغاز قضية خطف ابو انس الليبي 6 أكتوبر! Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع