المقالات و التقارير > رسائل متضاربة حول تشكيل اقليم بيدوا

رسائل متضاربة حول تشكيل اقليم بيدوا

تسير السلطات الأمنية المحلية في بيدوا دوريات من مئات العناصر الأمنيين على مدار الساعة بعد أن رفعت استعداداتها الأمنية عشية عقد مؤتمر سيناقش تشكيل اقليم فيدرالي من ستة محافظات في جنوب الصومال.

وسيناقش المؤتمر الذي سيفتتح أعماله في 20 تشرين الأول/أكتوبر، انضمام باي وباكول وجيدو وجوبا الوسطى وجوبا السفلى وشابيلي السفلى ضمن اقليم واحد.

وقد سبق وأن اتحدت ثلاث من تلك المناطق، وهي جيدو وجوبا الوسطى وجوبا السفلى، تحت إدارة جوبا المؤقتة وذلك بحسب اتفاق تم في آب/أغسطس الماضي بين الحكومة الفيدرالية الصومالية وقادة إدارة أرض جوبا الاقليمية في أديس أبابا في أثيوبيا.

وقال الناطق باسم الحكومة الصومالية عبد الرحمن عمر ياريسو، "إن تشكيل إدارة من ست محافظات يتنافى مع اتفاق أديس أبابا".

وأوضح لصباحي أن الحكومة الفيدرالية غير مشاركة في مؤتمر بيدوا، مضيفا أن الحكومة تدعم أي اتفاق يلقى إجماع المواطنين لكنها لا تدعم اتفاقا يضاعف العمل الاداري العام لمناطق جوبا وجيدو.

ودعا ياريسو ممثلي مناطق جوبا وجيدو الذي يستعدون للاجتماع في بيدوا للعمل بدلا من ذلك على تطوير ما تم الاتفاق عليه في الادارة الجديدة في مناطقهم برئاسة الشيخ أحمد محمد اسلام مادوبي المؤقتة، والمشاركة في محادثات المصالحة التي تهدف لحل المسائل العالقة.

وكانت بعض القبائل في مناطق جوبا وجيدو قد عبرت علنا عن أنها لم تتم استشارتها في أعمال كسمايو لتشكيل إدارة أرض جوبا الفيدرالية والتي أفضت إلى انتخاب مادوبي، لذا فهي لا تدعم إدارة جوبا المؤقتة.
 

رسائل متضاربة

إلا أن مسؤولين في إدارة بيدوا ومناطق أخرى معنية أكدوا أنهم يحظون بدعم الحكومة الفيدرالية لا سيما بدعم رئيس البرلمان محمد عثمان جواري وسيواصلون استعداداتهم للمؤتمر كما هو معلن.

من جانبه أكد نائب محافظ منطقة باي شينا معلم نور أن المبادرة حظيت بدعم ممثلين من المناطق الست المعنية وأن الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الفيدرالية مع مادوبي لا أساس له.

وقال لصباحي، "إن أيا من الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء الذين وقعوا على اتفاق أديس أبابا لم تتم الاستشارة معه حول عقد المؤتمر في بيدوا لتشكيل الاقليم الجديد الذي سيضم المحافظات الست، لكن رئيس البرلمان له علم بالمؤتمر ويدعمه. إن رئيس البرلمان إضافة إلى 50 نائبا يمثلون المنطقة بدأوا بمحادثات [أولية] ولا نحتاج لموافقة أحد آخر".

وأشار نور إلى أن الحكومة الفيدرالية اتصلت به وطلبت منه وقف المؤتمر لكنه أكد رفضه ذلك لا سيما وأنه يحظى بثقة شعبه.

وجواري الذي حاول صباحي التحدث معه لم يعلق على الموضوع، لكن إذا صحت ادعاءات نور، فإن ذلك سيشكل انفصالا بين الحكومة والبرلمان حول عملية تشكيل الادارات الفيدرالية الاقليمية.
 

وصول الوفود المشاركة

وصل أكثر من 650 وافدا من أنحاء الصومال وخارجها للمشاركة في مؤتمر بيدوا، بحسب ما أفاد به نائب المفوض المؤقت في بيدوا، عبد القادر شيخ علي.

وقد نشرت السلطات المحلية 400 عنصر أمني وأقامت 14 حاجزا في أنحاء المدينة وعند مداخلها لتفتيش السيارات استعدادا لفرض بيئة آمنة عشية توافد مئات الوفود المشاركة في المؤتمر.

وقال علي إنه سعيد لأن بيدوا اختيرت لاستضافة المؤتمر، "لقد أوكلنا بمهمة كبرى من الحكومة الصومالية بدعم المواطنين والشيوخ من المحافظات الست".

وأكد أن بيدوا تتمتع بالأمن وشكر عناصر قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (أميصوم) المنتشرين في المدينة لمساعدة العناصر الأمنيين في المنطقة في فرض الأمن وحماية السكان.

من ناحية أخرى، أكد الناطق باسم الكتيبة البوروندية في بيدوا النقيب أناتولي سيزا التزام الأميصوم توفير الأمن وتشجيع الحوار في الصومال.

وقال، "نشجع الصوماليين لاختيار السلام وتفادي ما يهدد الأمن"، مشيرا إلى أن الأميصوم ستبقى محايدة وغير منحازة.

وأضاف علي أن المؤتمر سيستمر لشهر وأن تمويله سيتم من الصوماليين المغتربين من أبناء المناطق الست كما من رجال أعمال محليين.

وقال عبد الله آدم علي شاليتي، وهو أحد أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر ونائب سابق في الحكومة الفيدرالية الانتقالية، "نعمل الآن بجهد للترحيب بالوفود المشاركة في المؤتمر الذين أتى بعضهم من الخارج".

وأكد في حديث لصباحي "إننا مسرورون جدا لأن الوضع الأمني الجيد أتاح لنا إقامة المؤتمر في بيدوا، وكلنا أمل بأن يفضي المؤتمر لتقدم جيد ضمن المهلة المحددة ولا نعتقد أننا سنحتاج إلى مزيد من الوقت".

ضاهر بكر، 54 عاما وهو أحد شيوخ منطقة شابيلي السفلى ومن المشاركين في المؤتمر، عبر عن تفاؤله بأن ينجح هذا الأخير في خلق إدارة اقليمية موحدة لأبناء المناطق الست.

وقال لصباحي، "آمل ألا يقع أي نزاع قد يؤدي إلى إرجاء التوصل إلى حلول سياسية [للمسائل العالقة]، كما رأينا مع إدارات إقليمية أخرى. وإننا كوفود مشاركة في المؤتمر سعينا لوضع مصالح الشعب الصومالي قبل أي مصالح شخصية".

الصباحي


Navigate through the articles
Previous article إرهاب أسود حصاده أمام كنيسة الوراق مناشدات متزايدة لتعزيز سلطات جهاز الاستخبارات الوطني في كينيا Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع