كانت الأحزان تدب فى الأرض، بينما يقف
البعض أمام كنيسة العذراء بالوراق يرفعون إشارة «رابعة»، ويضحكون بشماتة.
حدث ذلك فور وقوع الحادث الإجرامى مساء أمس الأول بقيام اثنين ملثمين مجرمين بإطلاق
نار على حفل زفاف فى الكنيسة، وحسب ما نقلته بعض القنوات الفضائية، كان هؤلاء
الموتورون الذين يرفعون إشارة رابعة يضحكون سعداء بدماء سالت لقتلى ومصابين، ومن
بين القتلى الطفلة مريم أشرف ميحا ابنة الـ8 سنوات، والطفلة مريم نبيل فهمى ابنة
الـ13 عاماً.
وإذا كانت جريمة القاتل المجرم معروفة، فإن الذين يوفرون الغطاء السياسى لها لا
يقلون إجراماً، فالمجرم حين يقدم على مثل هذه الجريمة، يتحصن بفتاوى هابطة وضالة من
يوسف القرضاوى وأمثاله، ويتحصن بصفحات إعلانية لجماعات الإخوان فى صحف العالم، وكل
هؤلاء يتصورون أنهم فى معركة من أجل رفعة الإسلام، والإسلام منهم برىء، وأن رفع
إشارة رابعة والسعادة بإسالة الدماء، هما الطريق إلى الجنة، والحقيقة أن نار جهنم
هى مثواهم وبئس المصير، تؤكد جريمة أمس الأول، أن هؤلاء جميعا ليس لديهم أفق لغد
آمن، وإنما لديهم بنادق وسلاح لقتل معارضيهم، وليس أدل على ذلك من تهديد خيرت
الشاطر بأنهم لا يستطيعون السيطرة على الإرهاب حال خروج مرسى من الحكم، ويعنى ذلك
أنه كان يطرح رأيه وتحت يديه كتائبه التى ستقتل وتروع، وتؤدب وطنا لسبب بسيط، هو أن
شعبه يرفض حكم جماعته، والحالة تمتد إلى باقى الذين يسيرون على نفس النهج، وفى
الإجمال نحن أمام إرهاب رسالته الكبرى أن رعاته ومنفذيه ليس أمامهم غير هدف واحد هو
الحكم ثم الحكم ثم الحكم، ومن يظن أن هؤلاء كان من الممكن إزاحتهم بالصندوق فهو
واهم، فكيف يقتنعون بأن معارضيهم «الكفار» يحكمون بدلاً منهم؟! وهذا هو مبتدأ وخبر
القصة.
فى إسلامنا السمح، قصة وقوف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، احتراما لجنازة يهودى
كانت تسير أمامه، ولما أبلغه الصحابة أنها ليهودى، رد أفضل الخلق أجمعين: «أليست
نفسا؟»، ولجأت سيدة إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، تطلب منه سداد
بيت المال لدين عليها، ولما شاهد الصليب على صدرها، سألها: «لماذا لا تدخلين
الإسلام؟» فردت بأنها تخشى أن تتهم بالنفاق وهى فى آخر عمرها، صرفها عمر بعد أن
وافق على طلبها، لكنه بكى بحرقة قائلاً: «أخشى أن تظن هذه السيدة أننى أساومها على
دينها»، أين الذين يفتون بالقتل ويحلون حمل السلاح ضد عزل من هذا؟ أين الذين
يتصورون أنهم حراس الله على الأرض من هذا؟
ياأيها الموتورون، الذين تمكن الضلال من قلوبكم ونفوسكم، أين أنتم من سيرة رسول
الله، صلى الله عليه وسلم؟ أيها الموتورون الذين تريدون حكما على جثث مسلمين
ومسيحيين، كم يكفيكم من الدماء التى تتلذذون برؤيتها؟، كم مرة رقصتم على جثث أبرياء
وأطفال، وتركتم أهلهم للحزن؟
تؤكد جريمة كنيسة العذراء بالوراق، أن الإرهاب الأسود يدخل مرحلة جديدة، يلعب من
خلالها على ورقة الفتنة الطائفية، كما فعل فى جرائمه فى سنوات السبعينيات
والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى.
اليوم السابع
Navigate through the articles | |
القذافي.. والآن؟ | رسائل متضاربة حول تشكيل اقليم بيدوا |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|