المقابلات و المؤتمرات > لقاء الأطراف المتخاصمين في أول جولة من مؤتمر المصالحة في أرض جوبا

لقاء الأطراف المتخاصمين في أول جولة من مؤتمر المصالحة في أرض جوبا

حظيت النتائج التي أسفرت عنها الجولة الأولى من مؤتمر المصالحة في أرض جوبا، الذي عقد في مقديشو هذا الأسبوع، بالثناء ووصفت بأنها نجاح باهر للحكومة الفيدرالية الصومالية ولتحقيق النظام الفيدرالي.

وشارك في المؤتمر الذي عقد بين 3 و6 تشرين الثاني/نوفمبر، أكثر من 200 مندوب يمثلون الحكومة الاتحادية وإدارة جوبا المؤقتة برئاسة أحمد محمد إسلام مادوبي ومنافسيه باري آدم شيري هيرالي وإيفتين حسن باستو، إضافة إلى الحلفاء الدوليين كبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم).

ودعا المشاركون في ختام المؤتمرإلى تحقيق السلام والوحدة في منطقة أرض جوبا، وتوافقوا على انهاء الأعمال العدائية بين الأطراف المعنية والعمل معا لدعم إنفاذ النظام الفيدرالي.

كما ناقشوا عملية بناء السلام والمسائل الأمنية والمصالحة وكيفية دمج القوات المسلحة المحلية في الجيش الوطني الصومالي، إضافة إلى سبل تصعيد الحرب على حركة الشباب.
توافق الأطراف المتقاتلة

ووقع بيان الاتفاق النهائي 12 عضوا يمثلون الجهات السياسية في مناطق جيدو وجوبا.

ومن بين الأعضاء الـ 12 يمثل ستة منهم الإدارة المؤقتة الحالية التي يرأسها مادوبي، أما الستة الأخرون فيمثلون أطرافا منافسة على منصب رئاسة أرض جوبا، بينهم عضو وقع الاتفاق نيابة عن هيرالي.

ويتزعم هيرالي ميليشيا تتمركز على بعد 10 كيلومترات من كيسمايو، وكان المنافس الرئيس لمادوبي في مرحلة تأسيس الإدارة المؤقتة لجوبا، وشكل حتى انعقاد المؤتمر رأس حربة المعارضة لإدارة مادوبي ولم يستثن الحكومة الفيدرالية من انتقاداته.

وأكد عبدي شيري وارسامي الذي وقع الاتفاق نيابة عن هيرالي رضى هذا الأخير عن نتائج المؤتمر، على الرغم من إنه لم يتمكن من المشاركة فيه لأسباب شخصية.

وقال لصباحي، "من جانبنا، نحن ملتزمون بتحقيق السلام للسكان الذين يعيشون هناك، ولكن من الضروري لإدارة [جوبا] الحالية أن تتحمل مسؤولياتها في هذه القضية".

وأشار إلى إن الاتفاق يمكن أن يؤدي إلى السلام، ولكنه بحاجة إلى العمل لكي ينفذ.

وأضاف وارسامي أن هيرالي سيشارك في الجولة الثانية من المؤتمر التي ستعقد في كيسمايو، علما أن موعد انعقاد هذه الجولة لم يتحدد بعد.

بدوره، أعرب عبد القادر حاجي لوغاضيري، أحد موقعي الاتفاق بالنيابة عن مادوبي، عن سعادة إدارة جوبا المؤقتة بالتوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة من المفاوضات.

وأشاد بالحكومة الفيدرالية لدورها في قيادة ما وصفه بالمؤتمر "المثمر" وبدعم إدارة جوبا المؤقتة.

وقال لوغاضيري لصباحي إن إدارة مادوبي ستضمن مشاركة جميع سكان مناطق جيدو وجوبا في رسم السياسات، مؤكدا أنه "لن يتم استبعاد أحد وسيكون الجميع على قدم المساواة".

واضاف أنه في الجولة القادمة من المحادثات التي ستعقد في كيسمايو، سيتباحث المعنيون في أفضل السبل لتنفيذ البنود المتفق عليها في مقديشو.
تبدل الآراء

من جانبه، قال أحد مشايخ كيسمايو المشاركين في المؤتمر، عبد الرحمن سانتور معلم، إنه كان في بادئ الأمر من معارضي إدارة مادوبي ولكنه أصبح بعد مؤتمر مقديشو من مؤيديه.

وأضاف لصباحي، "ترى الحكومة في هذه [الإدارة] حلا وأقنعتنا بدعمها. وهكذا اصبحنا من داعمي الاتفاق وسنتعاون مع الإدارة".

ودعا معلم معارضي الإدارة لدعم اتفاق السلام الذي يتعهد بتمثيل جميع الأطراف.

وقال، "قضينا 23 عاما في الحرب، من غير المفيد معارضة هذا الاتفاق لذلك دعونا نختار السلام".

وعلى الرغم من ذلك، ما يزال بعض السياسيين والمشايخ التقليديين يعارضون الاتفاق واصفين إياه بالإقصائي.

وفي هذا الإطار، اعتبر محمد سيد آدم، وهو من سكان بيليد هاوو في منطقة جيدو ونائب سابق خلال ولاية الحكومة الفيدرالية الانتقالية، أن الاتفاق غير صائب ومضلل.

وقال آدم لصباحي، "الاتفاق [الذي تم توقيعه في] مقديشو لا يشكل حلا لمناطق جوبا وجيدو"، متهما الحكومة بالدوس على القانون وتجاهل النظام الصحيح لإنشاء ولايات فيدرالية.

,واضاف، "أردنا أولا تحرير المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب في هذه المناطق، ليتسنى بعدها للسكان اتخاذ قرارات بشأن مستقبلهم. لا بدّ أن يتم هذا الأمر بالتوافق مع الدستور".

من جانبه، قال حسن هيلولي عثمان لصباحي، وهو أحد المشايخ التقليديين من قبيلة هاوادلي، إن قبيلته لم تدع الى المؤتمر وتشعر أنه جرى استبعادها.

وأضاف، "نحن جزء من سكان مناطق جوبا ولم نستشار في مسألة انعقاد المؤتمر".
المصالح الوطنية فوق المصالح الشخصية

وخلال الحفل الختامي للمؤتمر، دعا الرئيس حسن شيخ محمود سكان مناطق جيدو وجوبا إلى دعم الاتفاق، قائلا إنه في نهاية المطاف ستقودهم إدارة تتمثل فيها مجتمعات المنطقة الأهلية كافة.

وقال محمود، "إنه لشرف لي أن أشارك في هذا الاجتماع المهم والتاريخي والذي يتطلب منا التزاما مشتركا لكي يؤدي إلى تحقيق مصالحة دائمة تعزز السلام والتقدم في المنطقة".

وأضاف، "إن الهدف من هذا الاجتماع هو السماح لسكان هذه المناطق بمناقشة القضايا وحل المشاكل الإقليمية. من الأهمية بمكان أن تصبح إدارة جوبا المؤقتة إدارة تمثل وتشرك جميع الناس في عملية رسم السياسات. لهذا، علينا [التقدم] بنضج وصبر وتسامح وأن نضع المصلحة الوطنية قبل المصالح الشخصية".

وتابع، "هدفنا على المدى الطويل هو قيادة البلاد إلى حيث تتمكن من التنافس مع دول العالم. نريد أن يصبح للصومال وزنا على الصعيد الدولي، ويمكننا تحقيق ذلك من خلال وحدتنا وإيجاد مسار لتحقيق مصالحة دائمة".

من جهة أخرى، وصف رئيس الوزراء عبدي فارح شردون الاتفاق "بالإنجاز الكبير والفرصة الكبيرة" للمنطقة.

وقال في بيان بعد المؤتمر، "يمنح هذا الاتفاق جميع المجتمعات الأهلية في جوبا فرصة للمضي قدما نحو إنشاء منطقة موحدة وتنعم بالسلام".

وأضاف شردون، "أريد لإدارة جوبا المؤقتة أن تكون نقطة انطلاق لولاية أرض جوبا الفيدرالية الكاملة ورمزا لنجاح النظام الفيدرالي في الصومال، ويمنح هذا الاتفاق أرض جوبا والصومال هذه الفرصة".

من جانبه، أشاد الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي لدى الصومال محمد صالح النضيف بنتائج المؤتمر.

وقال في بيان، "أود أن أعيد التأكيد على استعداد الاتحاد الأفريقي والأميصوم بخاصة، لدعم تنفيذ التوصيات التي أقرها المؤتمر".
البيان الختامي

وفقا لبيان صدر بعد اختتام المؤتمر، اتفق الطرفان:

• أن تقبل جميع الأطراف اتفاق أديس أبابا الذي جرى توقيعه في شهر آب/أغسطس من العام 2013.

• أن نسعى نحن سكان جوبا جاهدين للتوافق وأن نغفر لبعضنا البعض ونسوي قضايا الملكية ونتجنب الاستفزازات التي يمكن أن تؤدي إلى صراع.

• أن تدعم الأطراف المعنية كافة تشكيل هيكلية الإدارة المؤقتة الشاملة بشكل يضمن احترام حقوق الأقليات، وعلى الحكومة الفيدرالية الصومالية أن تقوم بدور ريادي في هذه المسألة.

• أن تعقد الجولة الأخيرة من مؤتمر المصالحة في كيسمايو.

• أن يتم تعزيز دور المجتمع المدني في مناطق جوبا.

واتفق المندوبون أيضا على بناء قوات الأمن في جوبا بينها قوات الشرطة والجيش والحرس ودمجها في قوة وطنية موحدة. وأوصوا أيضا بخلق فرص عمل أخرى لمن لا يريد الانضمام الى الجيش.

الصباحي
 


Navigate through the articles
Previous article "العدالة والسلام الكاثوليكية" تناقش دستور 2013 قادة افارقة يبحثون في جنوب افريقيا تشكيل قوة تدخل سريع افريقية لتسوية الازمات Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع