المقالات و التقارير > محافظ القاهرة فى الإسعاف

محافظ القاهرة فى الإسعاف

شفاه الله وعفاه، ليس المقصود هنا أن الدكتور جلال سعيد محافظ القاهرة فى حالة مرض، بل مقصود دعوته لزيارة منطقة الإسعاف وشارع 26 يوليو ناحية بولاق أبوالعلا وميدان رمسيس، فهذه المنطقة توحى لمن يدخلها أنه فى غابة يحكمها سائقو الميكروباص وأصحاب المحال والباعة الجائلين. بالطبع تقوم وزارة الداخلية بحملات على تلك المنطقة ليوم أو يومين كل سنة، ولكن ما يلبث الوضع أن يعود لما كان عليه بعد ساعات.

تارة يقال إن الكثير من سيارات الميكروباص يمتلكها بعض أمناء الشرطة، وتارة ثانية يقال إن الرشاوى هى كلمة السر فى بقاء كل هذه المظاهر الخارجة عن القانون، وتارة ثالثة يقال إن البلطجة هى سيدة الموقف أمام كل هذا المشهد. وواقع الأمر أن كل ما سبق ويزيد له قدر من الصحة، وقد زاد من وطأته أن الشرطة أصبحت مشغولة بالأمن السياسى على حساب الأمن الاجتماعى، ما أدى لحال الانتكاس الذى لم تكن منطقتنا محل الحديث سوى نموذج له يتكرر فى المئات من مناطق الجمهورية.

انتظرنا كثيرًا وتفاءلنا بتولى محافظ يحمل دكتوراه فى هندسة النقل والمرور، لإغاثة الملايين من أزمة المرور، لكن لا جديد حتى الآن. وحتى يكون القارئ على دراية بما أقول خذ بعض مظاهر الفساد والفوضى.

رجال لهم محال تجارية فى شارع بولاق أبوالعلا، ورغم ذلك يفترشون رصيف المشاة وثلثى الطريق المخصص لمرور السيارات بقوائم معدنية لعرض منتجاتهم، وباعة جائلين لم يكفيهم افتراش الأرصفة المتبقية فاستولوا مع أصحاب المحال على أسفل كوبرى 15 مايو وبنوا تحته صناديق معدنية أشبه بالدواليب لوضع بضاعتهم داخلها، وتبلغ الفجيعة مداها بأن بعض هؤلاء أناروا فرشهم بواسطة أسلاك كهرباء تخرج من شبابيك مصلحة الكهرباء الكبرى الكائنة خلف جريدة الأخبار، والتى يقطن على بابها من الداخل شرطة ومباحث الكهرباء!!، طبعًا لا تقل لى إن ما يحدث هو سرقة كهرباء، بل هى فوضى وفساد متعمد ومتبجح إلى أبعد الحدود، وكأنك تعيش فى أرياف أقذر دول العالم وأكثرها استشراء للرشوة. وإذا أضيف لكل ما سبق الدهماء من سائقى الميكروباص وكم الإزعاج الناتج عن النداء هنا إمبابة وهنا وحدة وهنا كتكات، والصف الثانى والثالث لسد الطريق أمام المشاة والسيارات، ما أدى لإيقاف شارع الجلاء وميدانى رمسيس والإسعاف بشكل متعمد ودون اكتراث لاتضحت الصورة، وقلنا إن إعمال القانون وديمومة سريانه هو الوسيلة للخلاص من تلك الفوضى.

المصري اليوم
 


Navigate through the articles
Previous article مواقف حسن البنا من المرأة.. والأحزاب.. والصحافة وغيرها ليبيا والخطيئة السياسية الكبرى Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع