المقالات و التقارير > انتشار شعار ‘رابعة’ ومحاولة تجريمه

انتشار شعار ‘رابعة’ ومحاولة تجريمه

يبدو ان اشارة ‘رابعة’ بدأت تنتشر كشعار عالمي للحراكات الشعبية، خاصة مع فعاليات جماعة الاخوان المسلمين ومؤيديهم في مصر بمناسبة مرور مئة يوم على فض اعتصام ميداني ‘رابعة العدوية’ و’النهضة’ الذي راح ضحيته المئات من المعتصمين.
‘الشعار’ الذي اصبح مألوفا على مستوى عالمي، كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اول من رفعه في اليوم الثالث لفض الاعتصام، وتبعه بعد ذلك اللاعب التركي ايميري بلوز وغلو، ثم اللاعب المالي فريدريك عمر كانوتيه تضامنا مع مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لكن رفع هذا الشعار ادى لمعاقبة بطل الكونغ فو المصري محمد يوسف الذي رفع اصابعه الاربعة، وارتدى قميصا عليه الشعار اثناء تتويجه بذهبية بطولة روسيا الدولية، كما فرض الاتحاد المصري لكرة القدم عقوبات على مهاجم نادي الاهلي أحمد عبد الظاهر لقيامه برفع الشعار بنهائي دوري ابطال افريقيا في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وفي مناسبة اخرى اعتقلت السلطات المصرية المذيعة المصرية أماني كمال بعد ضبط ملصقات تحمل شعار ‘رابعة’ في سيارتها. هذه العقوبات يمكن ان تكون مفهومة ومبررة من منطلق عدم الخلط بين الرياضة والسياسة، لو تم اتخاذ الاجراء نفسه ضد مهاجم المنتخب المصري عمرو زكي الذي ظهرت صوره على تويتر وفيسبوك، وهو يرفع اشارة مؤيدة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي (اشار باصبعيه بحرف سي بالانكليزية) اثناء وجوده بمعسكر المنتخب استعدادا لمواجهة غانا.
وكان وزير الرياضة المصري طاهر ابو زيد واضحا ومجاهرا بتفريقه بين مؤيدي الشعارين بالملاعب الرياضية، معتبرا شعار السيسي ‘ارتباطا بشخصية وطنية ليست عنصرية’، بينما الارتباط بجماعة الاخوان المسلمين ‘مسيء للوطن’. هذا التفريق بين المواطنين من شأنه تعميق الصدع في المجتمع المصري، وعمليات ملاحقة الاخوان امتدت لحملة ضد شعار رابعة، والترويج بانه احد الرموز الماسونية القديمة في محاولة للربط بين جماعة الاخوان والماسونية، فيما طالب استاذ الشريعة بجامعة الازهر بمحاكمة كل من يرفع شارة رابعة في الحج باعتباره مرتدا، وتزامن هذا مع اقامة دعوى قضائية في القاهرة تطالب الحكومة باصدار قرار بقانون يجرم رفع الشعار باعتباره تهديدا للامن القومي.
اذا كانت السلطات المصرية قلقة جدا من انتشار هذا الشعار، ومهتمة بالتخلص منه، وبالتالي تناسي العنف ومقتل المئات اثناء فك اعتصام جماعة الاخوان، فهذا ليس الاسلوب الاسلم، بل لا بد من الانفتاح على شريحة كبيرة من المجتمع المصري (نقصد تلك التي ترفع اصابعها الاربعة للتأكيد على مطالبها، وليس التي ترفع السلاح وتنفذ التفجيرات في سيناء).
اليوم وبعد مرور مئة يوم على فض اعتصام رابعة، يبدو من المؤكد ان الحل الامني ضد المتظاهرين لا جدوى منه، ولا بد ان تقدم كافة الاطراف على تقديم تنازلات من اجل الصالح العام للبلاد، فالجميع ارتكب اخطاء، سواء جماعة الاخوان المسلمين او المؤسسة العسكرية او الاحزاب والقوى الاخرى، وعلى كل طرف ان يغير ويفكر بتنازلات يقدمها من اجل الصالح العام، ولبدء حوار حقيقي يقود لتوفير مناخ من الحرية والديمقراطية قبل الاقدام على اي انتخابات او استفتاءات.

القدس العربي

 


Navigate through the articles
Previous article الوضع الصومالي… نظرة من زاوية معاكسة مواقف حسن البنا من المرأة.. والأحزاب.. والصحافة وغيرها Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع