الثورات الأزوادية بذلت فيها المرأة الأزوادية شجاعة منقطعة النظير ودور يسطر بماء
الذهب جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، وحملت فيها ما لا يحتمل من الصعوبات، وكافحت من
بداية دخول المستعمر وبقيت هي المحرك الأساسي للتحريض وتشجيع الثوار وتقديم المؤن
عبر طحن عجين الخبز والتمر وتقديمه إلى الثوار وبيع حليها وأسوارها وجواهرها لتأمين
الغذاء والدواء.
وتقوم المرأة في أزواد بتلبيس براميل المياه حتى يجد المقاتل ماء باردا وتقوم
بتطبيب الجرحى والسهر للدعاء لهم بالنصر والثبات والحفظ وهي صابرة ثابتة الجأش،
عندما تسمع عن استشهاد ابنها أو أخيها، تقول أنا ولدته وربيته لذلك الواجب.
وقالت أشعارا في ملاحم الوغى تشجيعا للأبطال وذما للجبناء وردا على من يناصر
الأعداء، وتدعو دائماً لوحدة الصف والقيام بثورة ضد المحتل، وكثيرات من يقلن
لأزواجهن من لم يلتحق منكم بالثورة فليبحث عن بيت يأويه.
عن دور المرأة، مثلا من ثورة 1963 تعرضت النساء آنذاك لويلات التعذيب في سجون
الاحتلال، وعلى سبيل المثال لا الحصر زوجة الأمير زيد أغ الطاهر، رحمهما الله،
واسمها أمهْ التي اعتقلها الاحتلال المالي وهي عمرها لم تغادر منطقتها، وذلك وحده
يكفي في ذلك الزمن من العذاب، فكيف بسجن وتعذيب المرأة هي ورضيعتها في باماكو حتى
مكثت عندهم ما شاء الله لها أن تمكث، وهم يسومونها أشد العذاب من ذلك النظام
الشيوعي العنصري فرعون مالي.
وقد قيل إنه يقطع صدور النساء ويغتصبهن ويقتل ذويهن أمام أعينهن ويأمرهن بالتصفيق
وإظهار الفرح بذلك الصنيع الذي يستنكره كل إنسان سوي على وجه الأرض، فكيف بشعبنا
المسلم المسالم الشهم الخلوق؛ وهناك أيضاً من عذبت وسجنت وقتلت والأمثلة كثيرة.
في ثورة التسعينيات كانت لنساء أزواد جولات وصولات فيها من كل النواحي وحدث عن
تهجيرهن وهن خائفات من ارتكاب أبشع الجرائم في حقهن من بلادهن لمسافات طويلة حتى
السيارات لا تصلها إلا بشق الأنفس ولكن لم يثن هن عن المقاومة ومساعدة الثوار بكل
ما أوتين من قوة ماديا ومعنويا ولن ننسى جريمة حرب ضد ذلك المخيم الذي رحلته
الجزائر إلى منطقة تجريرت هدية لمرتزقة الاحتلال المالي وقتلته كله وعندما وصل إليه
الثوار بعد قتل مالي لمن فيه لم يجدوا حيا فيه إلا ذلك الطفل الذي سموه (تالميظت)
بالعربي حظ يرضع أمه وهي ميتة وكذلك تدمير حي انشواق منطقة غاوة وهو حي خاص للطوارق
وقتل فيه أكثر من 60 وقيل أكثر من 90 في تلك السنة ومن ضمنهم الشيخ العلامة إنارة
اغ محمدو وعدة علماء ورجال وأطفال ونساء بدم بارد.
وظلت آمنتو تحاضر وتنشر الوعي بأهمية استمرار القضية بين النساء والشباب وكل شرائح
وفئات المجتمع الأزوادي، وشاركت في المؤتمرات باسم الحركة حاملة راية الثورة في كل
مكان وعندما شرعنا في التفاوض مع العدو بضغط دولي وإقليمي كانت مناضلة أزواد حاضرة
في كل خطوة صوب رسم مستقبل هذا الوطن الجريح؛ فتحية من الأعماق لهذه المناضلة
الأزوادية الأبية الأصيلة العنيدة، وإلى كل ماجدات وحرائر أزواد الحبيب، مع وعد بغد
أفضل بعون الله لكل أهل أزواد والمناضلة بكدي ولت إبراهيم المعروفة وابنة عمها
الشهيدة عائشة ولت محمدين المستشهدة برصاصة الغدر والجبن والحقد من قبل جيش مالي
بمباركة قوات (منيسما) وبغطاء دولي وفرنسي اسأل الله لها أن يتقبلها الله عنده في
الشهداء، لقد استشهدت في قمة الشجاعة والعفة وهي واقفة وبكامل حجابها الأسود ولم
يظهر منها شيء ولقد تركت من الأبناء أربعة نسأل الله العظيم أن يتولهم بالتربية
والإحسان من عنده سبحانه وتعالي إنه ولي ذلك والقادر عليه وزميلتها في تلك الحادثة
المروعة لكن هي لم تلق منصب الاستشهاد بعد ولقد كتب لها عمر جديد وهي المناضلة قانة
ولت الحسيني، نسأل الله لها أن تسترد صحتها أفضل من السابق ولن ننسي تلك المرأة
التي استولت عن رمانة أحد جنود الفرنسيين وبقت تهديده أنه يتراجع ويترك المتظاهرين
بحالهم أو تفجر تلك القنبلة وهذه الصورة متداولة عبر الفيس بوك وذلك في مظاهرات
كيدال التي تطالب بخروج مرتزقة الاحتلال المالي، وحدث ولا حرج عن الكثيرات اللائي
يناضلن عبر وسائل التواصل الاجتماعية ومن أبرزهن شمعة أزواد ولت فرش وغيرها
وبالمقابلات الشخصية في الداخل والخارج.
وبعد هذا النموذج البسيط أتوجه نداء إلى أحرار العالم والمنظمات النسائية وكل
المنظمات الأخرى بإنقاذ نساء أزواد من براثن أجرام مرتزقة الاحتلال المالي
وممارساته ضد المرأة وتقديم ومحاكمة الجنات في حق هن وتقديم يد العون إلى اللائي
يتضايقن من شدة الحاجة في الداخل وفي الشتات خاصة داخل مخيمات اللجوء.
صحراء ميديا
Navigate through the articles | |
الاشتباكات القبلية العنيفة تشكل خطراً أمنياً في كينيا | رموز نواب البرلمان غابوا عنه..مقاطعين أو مهزومين |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|