المقالات و التقارير > برنامج الولايات المتحدة للتدريب على القيادة في شرق أفريقيا

برنامج الولايات المتحدة للتدريب على القيادة في شرق أفريقيا

ساهم نشاط وروح المبادرة لدى القادة الشباب في شرق أفريقيا بتحسين حياة الناس من حولهم، وها هم اليوم يمنحون فرصة تعلم إمكانية التأثير أكثر في محيطهم من خلال برنامج تعليمي في الولايات المتحدة.

ونوه بمبادرة القادة الأفارقة الشباب (يالي) كخطوة إيجابية نحو تعليم مهارات القيادة للمساعدة في توجيه القادة الأفارقة الشباب في سيعهم لدفع عجلة النمو والازدهار في أفريقيا وترسيخ الحوكمة الديموقراطية وتعزيز السلام والأمن فيها.

ومنذ إطلاق البرنامج عام 2010، استضاف 15 مرة قادة أفارقة شباب ورعى 1283 عالما في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبري عبر برامجه للشؤون التربوية والثقافية. وقدمت سفارات الولايات المتحدة لخريجي مبادرة القادة الأفارقة الشباب منحا صغيرة بلغت قيمتها الإجمالية 750 ألف دولار لدعم تنمية الشباب في أفريقيا.

وبدءا من تموز/يوليو المقبل، ستستضيف مبادرة واشنطن للمنح الجامعية من ضمن يالي في الولايات المتحدة سنويا 500 مشارك تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاما، حيث سيخضعون لدورات تعليمية وتدريبية حول مهارات القيادة. والموعد النهائي لتقديم طلبات الانتساب إلى البرنامج عبر الانترنت هو 27 كانون الثاني/يناير، وسيتم اختيارالمشاركين من بين 50 دولة أفريقية منها كينيا والصومال وتنزانيا وجيبوتي.

ويمكنك الضغط على هذا الرابط للدخول إلى موقع مبادرة القادة الأفارقة الشباب وتقديم طلب للانتساب إلى البرنامج.

وسيمنح المنتسبون إلى مبادرة يالي فرصة لقاء الرئيس باراك أوباما ويشاركون في برنامج أكاديمي يستمر ستة أسابيع في مؤسسة أميركية، إضافة إلى لقاء مسؤولين في الحكومة الأميركية وقياديين في مجال الأعمال والمجتمع المدني. كما سيحصلون على فرص للتدريب العملي والتتلمذ وفرص الحصول على منح صغيرة والانضمام إلى شبكة خريجين عالمية من القادة الشباب تسعى إلى تقديم حلول خلاقة للمشاكل المشتركة.

وسيختار المشاركين واحد من ثلاثة مجالات أكاديمية، الأعمال والمشاريع، القيادة المدنية أو الإدارة العامة.
فرصة للتميز

وعن هذه المبادرة قال جورج ماغوها، نائب رئيس جامعة نيروبي، إن أهميتها تكمن في إعطاء الفرص والمساعدة على تنشأة القادة المحتملين الذين قد يعجزون عن الحصول على وسائل التدريب بأنفسهم.

وأضاف ماغوها لصباحي، "بعض مهارات القيادة فطرية أو تأتي عن طريق الاستلهام، ولكن المنح تساعد البعض على تنمية قدراتهم وعلى التدريب، إضافة إلى إرشادهم واكتسابهم للمهارات التحليلية".

وأكد ماغوها على ضرورة اعتماد مبادرة للمنح مماثلة في أفريقيا عبر مؤسسات التعليم العالي المحلية، وقد شغل أيضا مدة سنتين منصب رئيس اتحاد الجامعات الأفريقية حتى أيار/مايو 2013.

وقال الطبيب بالتدريب ماغوها أيضا، "تتطلب المشاكل التي تعاني منها أفريقيا وضع برامج تهدف إلى تعزيز مهارات الذين يسعون من خلال مواهبهم إلى إيجاد حل لها، وليس من الضروري أن تكون هذه البرامج حكومية"، مشيدا بمبادرات منظمات المجتمع المدني الأفريقي كمؤسسة مو إبراهيم لتحفيز الناس على التمسك بالديموقراطية.

في غضون ذلك، رحب القادة الأفارقة المحتملون بمبادرة واشنطن للمنح الجامعية التي قدمتها يالي، مؤكدين أنها تخلق فرصا فريدة.

وقال الناشط البيئي في مقاطعة غاريسا الكينية عبد القادر حسن آدن, ، الذي يبلغ من العمر 25 عاما، إنه يقوم بتحفيز الشباب الكيني من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية لتقديم طلب الحصول على منحة.

وأضاف آدن أن هذا البرنامج يأتي في وقت أدرك فيه الشباب الأفريقي أن لديهم الحق والمسؤولية في المشاركة بعملية تقدم بلادهم.

وكان آدن قد لفت انتباه الحكومة الكينية ومنظمة الأمم المتحدة لجهوده في العمل البيئي، مثل تثقيف أفراد المجتمع على المحافظة على البيئة وتشجيعهم على عدم إزالة الغابات لإنتاج الفحم. وقال إنه تقدم بطلب منحة للانتساب إلى مجال القيادة المدنية في البرنامج.

وأضاف في حديث لصباحي أنه "على الرغم من أن العديد من الشباب يدركون مسؤولياتهم، فهم يفتقرون إلى الخبرة وتعد فرصة الحصول على هذه المنح حيوية في منحهم الخبرة اللازمة".

واعتبر آدن أنه يمكن تفادي العديد من الصراعات في أفريقيا إذا تم تمكين الشباب بالمهارات اللازمة ومنحهم فرصة القيادة، مضيفا أن القادة في القارة فشلوا في تحقيق ثلاث ركائز أساسية، هي السلام والأمن والديموقراطية، مشددا على إن انتشار الفساد والمحسوبية زاد الأمور سوءا.

أما آدن محمد، وهو تقني في مجال البحوث، يبلغ من العمر 30 عاما، ويعمل في معهد البحوث الطبية الكيني في كيليسي، فقد نال شهرة واسعة عندما فاز في برنامج الواقع التلفزيوني أونغوزي (القيادة) الذي بثته محطة أن تي في الخاصة وانتهى عرضه في شباط/فبراير الماضي. وطلب من المشاهدين خلال فترة البرنامج الذي استمر ستة أشهر الحكم على نشطاء شباب من المجتمع الأهلي حول مهارتهم في القيادة، وذلك من خلال كيفية تنفيذهم لمشاريع ومهام اعطت لهم.

ومنح محمد إثر فوزه في البرنامج ثلاثة ملايين شلن (34 ألف و884 دولار) على أن يستخدمها في مشروع لمصلحة المجتمع الأهلي، وقد استثمرها فعليا في تنفيذ مشاريع للري في مانديرا.

وقال محمد إن الشباب الأفريقي في حاجة ماسة إلى منتدى مثل يالي للعمل معا ومناقشة قضايا من المهم احتضانها في الدول الناشئة كسيادة القانون والنزاهة.

وأضاف أنه إذا تم اختياره للمشاركة في مبادرة واشنطن للمنح الجامعية، فهو يرغب في "فهم المعنى الحقيقي للقيادة وما نوع القيادة التي تحتاجها أفريقيا لتحقيق أهداف التنمية".
إمكانات غير مستغلة

من جانبه، قال سليمان موليرا وانياما، 25 عاما، وهو احتل المرتبة الثانية في برنامج الواقع أونغوزي، إن الشباب لا يشاركون بشكل كاف في قضايا القيادة بأفريقيا على الرغم من تمتعهم بإمكانات غير مستغلة.

وأوضح، "قد يكون الكثير من الشباب يتمتعون بمهارات قيادية كامنة وربما لهذا السبب يتم استبعادنا عندما نتقدم لشغل مناصب قيادية"، مضيفا أن يالي ستوفر للقادة الشباب المتقدين فرصة لصقل مهاراتهم والتعلم من زملاء لهم من جميع أنحاء القارة وخارجها.

وأضاف، "يتم التعاطي مع الشباب في كينيا وفي بلدان أفريقية أخرى كأصوات انتخابية فقط لأنهم يشكلون النسبة الأكبر من السكان".

أما عبدي أحمد معلم، 28 عاما، وهو من سكان منطقة هودان في مقديشو ويأمل أيضا بالحصول على منحة، فقد عمل منذ عام 2004 على تنمية الشباب ورفع الوعي العام بالقضايا المختلفة. وقد تخرج من ثانوية أحمد غوريي في مقديشو عام 2007 ومن جامعة مقديشو عام 2012، حيث درس السياسة والإعلام.

وكطالب ثانوي ناشط، ساهم في تأسيس اتحاد الطلاب في بنادير الذي شكل ربط وصل بين الطلاب في جميع أنحاء منطقة بنادير.

ويعمل حاليا كرئيس قسم التدريب في مركز التدريب والوعي الإعلامي الصومالي (صومتاك) في مقديشو، وهو شارك في تأسيسه عام 2010 بهدف تنشأة جيل من الصحافيين يعملون نحو تحقيق التنمية العامة والخدمة العامة.

وقال، "إذا حصلت على هذه المنحة لتوسيع معرفتي، فسأتمتع بقدرة أكبر للتغلب على العقبات التي تعرقل جهودي. ساكتسب مهارات أكبر من خلال لقاء مئات الشباب من أكثر من 50 دولة أفريقية، والتعلم كيف عمدوا إلى حل المشاكل في بلادهم. كما أن الدراسة في جامعات عريقة سيفتح أمامي أبوابا في بلادي لإحراز التقدم".

وفي حديث لصباحي، أكد الجامعي أحمد محمد محمود، 25 عاما، من دوساماريب عاصمة منطقة جالجادود الصومالية،على تحمسه للمشاركة في البرنامج.

ومحمود هو رئيس منظمة غارعاد في دوساماريب، وقد أسسها مجموعة من الشباب المحليين عام 2011 لاستعادة السلام وتعزيز المصالحة بين أبناء المناطق الوسطى وتحسين التعليم والمشاركة في الألعاب الرياضية ومحاربة القبلية.

وقال محمود، "الشباب الصومالي هم الأكثر حاجة للإفادة من هذه الفرصة، لأن هذا البلد يحتل المرتبة الأدنى بين الدول الأفريقية في مجال الحوكمة الرشيدة والتنمية. إن الحصول على فرص مماثلة يمنح الأمل للشباب الصومالي".

وتحدث عن العقبات العديدة التي تواجه عمل منظمة غارعاد، بينها انخفاض مستوى التعلم بين الشباب وافتقار الناس إلى الوعي اللازم بالامكانات المستقبلية التي يشكلها الشباب.

وأضاف، "إذا تسنى لي المشاركة في هذا البرنامج، أود انتهاز هذه الفرصة لاكتساب معرفة اتمكن من نقلها إلى الشباب عند عودتي. وفي الوقت نفسه، سأشارك الشباب الأفارقة الذين سالتقيهم بمعرفتي حول مشاكل الصومال لنتمكن من تبادل الأفكار والمعلومات العامة".

وبالنسبة للناشطة الجيبوتية حسناء محمد، 27 عاما، سيوفر البرنامج الذي تأمل في المشاركة به منصة مثالية لزيادة الوعي حول القضايا الهامة في مجال حقوق الإنسان التي يعاني منها بلدها كما القارة جمعاء.

وقالت محمد لصباحي، "ما تزال [جيبوتي] متخلفة عن الركب في مجال المحافظة على حقوق الإنسان بالمقارنة مع دول أفريقية أخرى، لاسيما في موضوع مكافحة الختان. أسعى للإفادة من تجارب الأفارقة الأخرين [الذين] ناضلوا من أجل تعزيز حقوق الإنسان". وتشغل محمد حاليا منصب رئيسة جمعية مكافحة الختان في مقديشو.

وأضافت محمد أنها تود أيضا تذكير الدول العظمى بتقديم دعم أكثر "قوة لنضال المرأة الأفريقية في سبيل حصولها على تكافؤ الفرص والتعليم والرعاية الصحية، إضافة إلى مكافحة الفقر".

الصباحي


Navigate through the articles
Previous article الاستفتاء واعادة انتاج مفهوم الفرعون ميزانية القصر بالمغرب.. محرمات سياسية أم عادات برلمانية؟ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع