قسم مشروع الولاية الرابعة
للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الساحة السياسية في البلاد إلى تيارين يدافع
الأول باستماتة عن استمراره في الحكم، فيما يعتبر الثاني ترشحه لولاية جديدة غير
مقبول كون الرجل يعاني من متاعب صحية.
أحدثت دعوات موجهة للرئيس الجزائر للترشح لولاية رابعة في انتخابات 17 نيسان /
ابريل المقبل فرزا في الساحة السياسية جعل الجدل حول المشروع يطغى على السباق الذي
انطلق رسميا الجمعة الماضي باستدعاء الهيئة الناخبة.
وأجمعت أحزاب الموالاة التي تشارك في حكومة عبد المالك سلال على ‘ضرورة استمرار
بوتفليقة في الحكم لولاية رابعة ‘، كما أعلنت استعدادها لدعمه في ذلك خلال
الانتخابات القادمة في الوقت الذي تتفق أغلب أطياف المعارضة على حتمية رحيله.
وتتضمن قائمة الأحزاب الداعمة لاستمرار بوتفليقة في الحكم حزب جبهة التحرير الوطني
الحاكم والذي رشحه رسميا لسباق الرئاسة منذ أسابيع وقال أمينه العام عمار سعداني
الأربعاء ان ‘الرئيس أصبح رسميا مرشحا لولاية رابعة وسيعلن ذلك في الوقت الذي يراه
مناسبا’
وسار ثاني أكبر حزب في الجزائر التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده عبد القادر
الرجل الثاني في الدولة ورئيس مجلس الأمة الغرفة الثانية للبرلمان- في خيار دعم
بوتفليقة، مؤكدا أنه الضمان الوحيد للحفاظ على استقرار ووحدة البلاد رغم أن الحزب
لم يدعو صراحة بوتفليقة للترشح لولاية رابعة
وأعلن الحزب الثالث في الحكومة وهو تجمع أمل الجزائر الذي يقوده وزير النقل عمار
غول دعمه رئيس البلاد أيضا شأنه شأن حزب الحركة الشعبية بقيادة وزير الصناعة عمارة
بن يونس .
وأعلنت مؤخرا خمسة أحزاب سياسية ميلاد ‘التكتل التوافقي’ لدعم ترشح الرئيس بوتفليقة
لولاية رابعة ويضم هذا التحالف كلا من الاتحاد للتجمع الديمقراطي، حزب الخط الأصيل،
الجبهة الوطنية للأصالة والحريات، الحركة الوطنية للعمال الجزائريين والجبهة
الديمقراطية، وهي أحزاب تأسست حديثا بعد تعديل قانون الأحزاب العام 2012.
من جهته أكد عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين
كبرى نقابات البلاد دعمه لاستمراربوتفليقة في الحكم ‘نظرا لما حققه من إنجازات
لفائدة العمال’ حسب رأيه ودعا سيدي السعيد بوتفليقة للترشح لولاية رابعة في عدة
مناسبات.
وتحضر منظمات أهلية تسمى ‘لجان دعم برنامج رئيس الجمهورية’ للمشاركة في حملة
بوتفليقة الدعائية وكذا جمع التوقيعات له فور إعلانه الرسمي ترشحه للإنتخابات .
وينتظر حسب وسائل الإعلام المحلية انضمام أحزاب ومنظمات أخرى لتيار الداعمين لولاية
رابعة لبوتفليقة فور إعلانه ترشحه رسميا .
ومقابل ذلك تخوض أحزاب سياسية وشخصيات من مختلف التيارات الفكرية في الجزائر نضالا
منذ أشهر من أجل إجهاض مشروع الولاية الرابعة لبوتفليقة، معللة ذلك بتدهور وضعه
الصحي وكذا حصيلته السلبية في الحكم خاصة مسألة ‘استشراء الفساد’ واستمرار تبعية
الاقتصاد لعائدات النفط والغاز.
ويقود تكتل سياسي معارض يسمى ‘مجموعة العشرين’ يضم قرابة عشرين حزبا وشخصية سياسية
حملة منذ أشهر لقطع الطريق أمام استمرار بوتفليقة في الحكم.
ويتشكل هذا التكتل السياسي من أحزاب من مختلف التيارات منها حركة مجتمع السلم أكبر
حزب إسلامي في البلاد واحزاب الفجر الجديد وجيل جديد من تيار الوسط إلى جانب شخصيات
سياسية على غرار رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور وهو مرشح محتمل لانتخابات
الرئاسة.
إلى جانب ذلك هناك أحزاب لها وزن في الساحة الجزائرية من خارج المجموعة مثل حزب
التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ذي التوجه العلماني وجبهة العدالة والتنمية
الذي يقوده المعارض الإسلامي عبد الله جاب الله يعارضان بشدة مشروع الولاية الرابعة
ويهددان حتى بمقاطعة الانتخابات.
كم أعلن رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ترشحه رسميا لانتخابات الرئاسة الأحد
الماضي وهو يوصف محليا بأهم منافس لبوتفليقة في حال قرر الترشح لولاية رابعة.
ويرى مراقبون في الساحة أن الرئيس الجزائري الذي يسيطر موالون له على أغلب المناصب
والوزارات الهامة إلى جانب سيطرة الحزب الحاكم وشركائه في الحكومة على المجالس
المنتخبة جعل الصراع بين التيارين الداعم والرافض لمشروع الولاية الرابعة ‘غير
متكافىء’.
ورفضت السلطات لحد الآن مطالب المعارضة المتعلقة بإجراء تعديل حكومي وتنصيب لجنة
مستقلة تشرف على انتخابات الرئاسة بشكل جعل هذه الأحزاب تشكك في نزاهة الاقتراع قبل
بدايته.
’الاناضول’
Navigate through the articles | |
مشهد مصري محبط | موريتانيا وأمل التغيير |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|