المقالات و التقارير > موريتانيا تصل حاضرها بماضيها وتستعيد مكانتها بجدارة

موريتانيا تصل حاضرها بماضيها وتستعيد مكانتها بجدارة

على درب النظراء المؤسسين تتولى موريتانيا لأول مرة منذ 1972، الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي في قمة أديس أبابا الحالية حيث تم تعيين الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيسا دوريا لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، لتستعيد بذلك بلادنا وبجدارة مكانتها التي صنعها النظراء المؤسسون مع نشأة منظمة الوحدة الأفريقية التي تحولت لاحقا الى الاتحاد الأفريقي.
ويمكن اعتبار هذا الحدث يوما فاصلا في تاريخ موريتانيا التي عانت خلال عقود مضت من التهميش ومن عدم لعب دوري فاعل،على الصعيد الإقليمي والدولي.
وكهيكل مؤسسي افريقي قاري يتميز بالشمولية والمرونة ويحتاج الى دور بلادنا لوضع آليات قارية أكثر استجابة للتعاطي مع تحديات القرن الحادي والعشرين، واضافة نظرة استشرافية تعطي دفعا للتكامل والاندماج الافريقي،ستوفر بلادنا من خلال الرؤية الثاقبة لرئيس الجمهورية، إطارا شاملا لعرض رؤية فاعلة للنهضة الأفريقية الجديدة.
وقد مهدت موريتانيا لتبوئ هذه المكانة خلال السنوات الأربع الماضية من خلال دور رئيس الجمهورية الفاعل والإيجابي في حل عديد الصراعات الإقليمية في القارة وعلى وجه الخصوص أزمتي ساحل العاج وليبيا.
ولن يألو رئيس الجمهورية أي جهد خلال رئاسته الدورية، تحقيقا لحلم الشعوب الافريقية في اقامة نظام تعاوني مبني على التضامن والتعاون والمشاركة وأداة لتحرير القارة من كافة أشكال الاستعمار والتفرقة، وحل النزاعات المستعصية ولتحقيق التنمية الاقتصادية في ظل السلام والأمن.
ولن يغيب عن ذهن رئيس الجمهورية أهمية تفعيل هياكل الاتحاد، ليشكل فضاء جهويا وتكتلا قاريا، الى جانب التكتلات الجهوية الاخرى في أمريكا وأوروبا وآسيا، من شأنه أن يمنح أفريقيا القدرة على تجسيد إرادتها سياسيا واقتصاديا ويمدها بالبنى المؤسسية والبرامج التي تمكنها من احراز التقدم والتنمية المستدامة والقضاء علي الأمراض وأسباب التخلف والفتن والحروب، وتحقيق الديموقراطية والحكم الرشيد وإرساء دعائم دولة. القانون، وصولا الى تحقيق الحلم الافريقي الكبير المتمثل في اقامة الولايات المتحدة الافريقية.
وإذا كانت الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي تتوزع على خمس مناطق جغرافية، هي الشمال والغرب والجنوب والشرق والوسط فان موريتانياالتي تنتمي الى منطقة الشمال ستلعب دورا كبيرا خلال رئاستها الدورية الحالية من أجل منح مقعد للقارة في مجلس الأمن الدولي يتيح لأفريقيا اسماع صوتها في المحافل الدولية وكسب معركة التنمية والبناء والتصدي للتحديات التي تواجهها.

صحراء ميديا
 


Navigate through the articles
Previous article تفاصيل خطة فرنسية أمريكية للتدخل والسيطرة العسكرية في الساحل في ذكرى يناير Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع