المقالات و التقارير > برنامج ماشاكوس الأمني، نموذجا لسائر المقاطعات الكينية

برنامج ماشاكوس الأمني، نموذجا لسائر المقاطعات الكينية

بعد تعرضه لثلاث عمليات سطو هددت بإغلاق عمله ودفعته أخرها إلى الخوف على حياته، أعرب رجل الأعمال في ماشاكوس، أليكس مواسيا، ويبلغ من العمر 52 عاما، عن شعوره بالارتياح للتحسن الذي طرأ على الحالة الأمنية خلال الأشهر الأخيرة.

وقال مواسيا الذي يدير حاليا محلين لبيع الحبوب بالجملة، إن المجرمين سطو ليلا على متجره الأول عامي 2008 و2009 على التوالي، وسرقوا كل موجوداته من سلع ولوازم.

وما أن تمكن مواسيا من الوقوف ثانية على رجليه بعد عمليتي السطو هاتين، حتى استهدف مرة ثالثة في تموز/يوليو 2013، بعد افتتاحه لمتجر ثان في البلدة.

وأوضح مواسيا أنه فتح المتجر الثاني على الرغم مما تشكله هذه الخطوة من مجازفة لتأمين مصدر ثان بديل للدخل. وقال، "اضطررت إلى استعمال كل مدخراتي الشخصية لإعادة إطلاق العمل. ولدت فكرة افتتاح متجر ثان لحاجتي إلى مصدر دخل بديل، حتى إذا ما تعرض متجر منهما للسطو لا أخسر كل عملي".

وأضاف أنه لحسن الحظ لم يتعرض أحد للأذى الجسدي خلال عمليات السطو هذه.

ومع ذلك، قال إن الحادث الثالث أصابه بشكل خاص بالاضطراب، إذ عمد اللصوص المسلحون إلى تقييده واثنين من عماله إضافة إلى أربعة زبائن كانوا يتسوقون، قبل أن ينهبوا موجودات المتجر والممتلكات الشخصية لكل من كان فيه.

وأضاف لصباحي، "شكلت هذه العملية أكثر المحاولات رعبا للتعرض لحياتي ولعملي وجرت في وضح النهار".

وتابع، "بعد أن قاموا بسرقتنا، غادر اللصوص المكان ببطء واستقلوا سيارتهم وانطلقوا بها. أبلغنا الشرطة بالحادث، فحضر عناصرها بعد نصف ساعة ما جعل من المستحيل أن يلاحقوا [اللصوص] ويقبضوا عليهم".

وأشار مواسيا أنه في السنوات الأخيرة أصبحت عمليات السطو المماثلة شائعة في البلدة، ما دفع بالعديد من المؤسسات إلى إغلاق أبوابها.

ولكنه أكد أن "ظاهرة عمليات السطو الجريئة بدأت تزول تدريجيا بفضل الإجراءات الأمنية الجديدة التي اتخذتها إدارة المقاطعة".
 

محافظ ماشاكوس يؤكد أن سكانها يشعرون أنهم أكثر أمانا

وأفاد أصحاب المؤسسات ومسؤولو المقاطعة، أنه منذ إطلاق البرنامج الأمني الشامل على مستوى المقاطعة في 30 كانون الثاني/يناير، لاحظوا تحسنا أمنيا هائلا في بلدة ماشاكوس.

وأوضح المحافظ، ألفرد موتوا، لصباحي أن البرنامج الأمني أدخل 120 سيارة جديدة لدوريات الشرطة مزودة بجهاز لاسلكي للاتصال ولتلقي الاتصالات وبكاشف للبندقيات.

وذكر أن السيارات وزعت على مراكز الشرطة في جميع أنحاء المقاطعة، واعدا بمضاعفة عددها في السنة المالية الجديدة.

وقال موتوا، "أطلق هذا البرنامج كخطوة مكملة للجهود التي تبذلها الحكومة لتحسين الأمن في المقاطعة. [ومنذ إطلاقه]، طرأ تحسن هائل على الحالة الأمنية في المقاطعة، واستطيع القول بكل ثقة أن سكان مقاطعة ماشاكوس يشعرون اليوم وهم يتوجهون إلى أعمالهم في أي بلدة منها بأمان أكثر من الأشهر الماضية".

وأضاف موتوا أن البرنامج أنشأ أيضا مركزا للاتصالات في ماشاكوس، حيث يتم تنسيق كل التقارير الأمنية وتبادل المعلومات. ويعمل مركز الاتصالات أيضا كمحطة لوجستية لمراقبة كاميرات الدائرة التلفزيونية المغلقة المنتشرة على طول الطرق الرئيسية.

وتابع، "إلى هذا، أصدرنا تعليمات باعتماد سياسة تزويد المباني التجارية الجديدة [بكاميرات] الدائرة التلفزيونية المغلقة على أن يتم ربطها بشكبة المقاطعة".

وقال إن اعتماد هذه الإجراءات الأمنية المعززة سيسمح للمؤسسات التجارية في المقاطعة بالعمل 24 ساعة، ما من شأنه زيادة الاستثمارات وبالتالي خلق فرص جديدة للعمل والرخاء.

من جانبه، قال قائد الشرطة في ماشاكوس، جدعون أمالا، إن سيارات الشرطة الجديدة وكاميرات الدائرة التلفزيونية المغلقة ومركز الاتصالات قد ساهموا في تحسين عمليات الشرطة وتنسيقها. وأضاف، "مع السيارات والتنسيق الجيد من خلال مركز الاتصالات، نستطيع اليوم أن نتدخل سريعا عند وقوع الحوادث".

وذكر لصباحي، "أحبطنا العديد من المحاولات الإجرامية واعتقلنا عددا من المشتبه بهم قبل أن يتمكنوا من تنفيذ ضرباتهم، وهذا أمر جيد"، رافضا الكشف عن عدد الجرائم التي احبطت منذ إطلاق البرنامج.

وأكد أن تزويد إدارة المقاطعة لجهاز الشرطة بـ 40 كلبا بوليسيا وتجهيز كل سيارة بكاشف للبندقيات، قد ساعد على زيادة فعالية الشرطة في عمليات البحث والإنقاذ.

وفي هذا الإطار، أكد موتوا أنه لرفع معنويات رجال الشرطة ودفعهم لتقديم خدمة أفضل لسكان ماشاكوس، تخطط إدارة المقاطعة تخصيص 300 مليون شلن (3.5 مليون دولار) في السنة المالية الجديدة، لبناء مساكن لهم. وأضاف أن خطة بناء وحدات سكن ما تزال في مراحلها الأولى وسيتمكن من تقديم تفاصيل أكثر حولها في موعد لاحق.

وقال، "لقد قطعنا شوطا كبيرا في إنشاء مختبر للطب الشرعي، الأول من نوعه في المنطقة، مجهزا بمعدات تحديد الحمض النووي، وسيكون جاهزا للعمل في شهر أذار/مارس من العام المقبل وسيشكل ركنا أساسيا في محاربة الجريمة".
 

موتوا يتبادل الخبرات مع المقاطعات الأخرى

من جهة أخرى، قال سمسون وانجالا، 25 عاما، وهو صاحب متجر للإلكترونيات في نيروبي، إن على المقاطعات الأخرى محاكاة برنامج ماشاكوس الأمني.

وأضاف لصباحي، "إن الخطر الأكبر الذي يهدد الأعمال في كينيا هو انعدام الأمن، وإذا استطاع محافظو المقاطعات محاكاة ما يقوم به موتوا، أعتقد أن البلاد برمتها ستكون أكثر أمنا وستوفر لنا بيئة عمل مؤاتية لكي نستثمر [في] تأمين الرخاء لشعبنا".

وأكد موتوا استعداده لمشاركة المقاطعات الأخرى بخبرة إدارته وخططها.

وقال في هذا السياق إن "بعض المحافظين قد قاموا بالفعل بزيارتي بهدف الإفادة من التوجيهات، وأنا سعيد بذلك".

من جانبه، أعرب كين لوساكا محافظ بونغوما الذي زار موتوا الأسبوع الماضي، عن إعجابه بجهود موتوا في مشاكوس، مؤكدا أن العملية الأمنية التي بدأت هناك تشكل مصدر إلهام.

وقال لصباحي، "سنقتبس كل ما يمكننا اقتباسه طالما أنه قد يوفر الأمن لسكان بونغوما كما [وفره] لسكان مشاكوس".

ومع ذلك، حذر جونستون موثاما عضو مجلس الشيوخ في مشاكوس من مغبة اعتماد البرنامج الأمني نفسه في كل المقاطعات.

وعلّل ذلك بقوله، "اعتقد أن لكل مقاطعة وضعها الخاص وعليها وضع خططها الذاتية لإيجاد الحلول الأمنية المناسبة، فمن الممكن لاقتباس البرامج وتطبيقها أن يأتي بنتائج عكسية".

الصباحي
 


Navigate through the articles
Previous article لماذا تتهيب الفضائيات العربية من تناول الانتخابات الجزائرية؟ ‘استقالة’ الببلاوي… أول ‘قرار رئاسي’ للسيسي؟ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع