المقالات و التقارير > إطلاق مناهج للدراسات الإسلامية في المدارس بكينيا

إطلاق مناهج للدراسات الإسلامية في المدارس بكينيا

تم إطلاق منهج دراسي جديد لتجربته في 50 مدرسة دينية في كينيا، ويهدف هذا المنهج إلى تنظيم الدراسات الإسلامية وضمان عدم نشر تعاليم الفكر المتطرف في المدارس.

وجاء تطوير المنهج الجديد نتيجة جهود مشتركة بقيادة صندوق المنتدى الإسلامي وهي جمعية خيرية عالمية مقرها المملكة المتحدة وبشراكة مجلس علماء الدين المسلمين في كينيا والمجلس الأعلى للمسلمين في كينيا وممثلين من معهد كينيا لتطوير المناهج.

وفي هذا الإطار، ذكر الشيخ عبداللطيف عبدالكريم، وهو أحد أعضاء المجلس التنفيذي في صندوق المنتدى الإسلامي بنيروبي، أن فشل وضع منهج موحّد للدراسات الإسلامية أدى إلى ثغرات استغلها رجال دين يطلقون الخطب النارية لزرع الفكر المتطرف في عقول الشباب.

وأوضح لصباحي "نعتبر أن هذه من الطرق الفعالة لمعالجة التطرف. وبفضل المنهج المذكور، سنتمكن من إلزام المدرسين في تلك المدارس بتقديم مواد مناسبة للأطفال، وسيكون بالتالي من الأسهل مساءلة من يتحدون الأنظمة من خلال عمليات التقييم".

وأضاف أن وضع المنهج تطلب ثلاث سنوات وسيشمل مواداً عن قيم التسامح وأهمية القومية.

وتابع قائلاً "إلى جانب اعتناق الإسلام، نريد أن يبقى هؤلاء الأولاد متعلقين بأمتهم وأن يحبوا المواطنين الآخرين فيما هم يكبرون بغض النظر عن دينهم. ولا يمكن أن يتعلموا ذلك إلا من خلال التربية، ولهذا السبب ضمّنّا [تلك المواد] في المنهج الدراسي. وسيحول ذلك دون وقوعهم في فخ مجرمين كالإرهابيين".

وأعلن عبدالكريم أنه تم إطلاق البرنامج التجريبي الذي سيستمر لمدة 90 يوماً في 6 شباط/فبراير الماضي في مدارس مومباسا ونيروبي وغاريسا التي تشارك في الحملة بصورة طوعية. وأضاف أن الهيئة تأمل بأن يتم اعتماد المنهج في مختلف أنحاء البلاد مع حلول شهر كانون الثاني/يناير من العام 2015.

من جهته، قال المحامي ابراهيم ليثومي الذي ساعد في إعداد المنهج الجديد ويعمل حالياً على تطبيقه، في حديث لصباحي إن ثمة حاجة ملحة إلى توحيد الدراسات الإسلامية في المدارس الدينية المستقلة بعد أن اعترفت وزارة التربية الكينية بها رسمياً.

وأوضح ليثومي وهو خبير في الشريعة الإسلامية وعضو من لجنة مسجد الجامع في نيروبي، "كان ثمة فراغ في هذا المجال ويشكل هذا المنهج خطوة باتجاه ملء الفراغ وجعل تلك المؤسسات [التربوية] تلبي متطلباتنا التعليمية".

وقال "ما نفعله اليوم هو اختبار البرنامج من خلال المشروع التجريبي. حرصاً على المشاركة الشعبية، سنتمكن خلال هذه الفترة من جمع آراء الأهالي والجهات المعنية الأخرى بشأن ما يجب أن يكون عليه المنهج".
 

تعزيز الفهم والوعي

وسيتم تقييم البرنامج التجريبي كما سيخضع لأي تعديلات لازمة قبل إقراره ليُستعمل في كافة أنحاء البلاد، حسبما ذكر عبدي خير المسؤول عن البرامج في معهد كينيا لتطوير المناهج، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن تقييم المناهج والموافقة على اعتمادها في المدارس الكينية للمراحل التي هي دون المستوى الجامعي.

وأعلن لصباحي "هذه بشكل عام قفزة كبيرة في الاتجاه الصحيح، وستحوّل حتماً كيفية تعليم الدراسات الإسلامية في البلاد".

وتابع قائلاً إن اعتماد منهج واحد ورسمي سيساعد في القضاء على الشكوك غير المبررة التي قد تراود المواطنين بشأن ما يدور في المدارس غير الرسمية. وسيساهم ذلك أيضاً في تعزيز الفهم والتقدير".

وأشار إلى أن معهد كينيا لتطوير المناهج سيستمر بتوفير الدعم الفني خلال عملية تقييم البرنامج التجريبي. وعندما يتم إقرار المنهج النهائي، سيُطلب من المدارس اعتماده كشرط مسبق للحصول على ترخيص عمل.

ومن جهته، أشاد الشيخ أبو حمزة، إمام مسجد هودا في مومباسا، بالمنهج مؤكداً أنه يوحّد عمليات تقديم المواد وأنه سيساعد المجتمعات في تطوير مقاربات دينية مشتركة لحل المشاكل.

وذكر حمزة، وتشارك مدرسته في تطبيق المنهج التجريبي، أن هذا الأخير يوفر أيضاً توجيهات للمدرسين تتعلق بتقنيات التعليم.

وأوضح لصباحي "يضم ممارسات تعليمية مفصلة تفيدنا نحن المدرسين، وتشمل مثلاً كيفية تنظيم [الدروس] ووضع روتين التعليم اليومي ومواد المنهج لكل فئة عمرية، مما يعني أننا سنتمتع بالمنهجية في مقارباتنا ونتجنب بالتالي هدر الوقت".

الصباحي


Navigate through the articles
Previous article ليبيا خارج السيطرة… ‘تورا بورا’ عربية؟ البشير يلاحق ‘الكتاب الأخضر’ بالتورط في الجنوب الليبي مجددا Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع