المقالات و التقارير > ‘ميزانية الفلفل’ تثير تهكما على المواقع الاجتماعية في تونس

‘ميزانية الفلفل’ تثير تهكما على المواقع الاجتماعية في تونس

أثارت بعض الأفكار الواردة بمشروع ‘الميزانية البديلة’ الذي قدمته الجبهة الشعبية المعارضة لوزير الاقتصاد والمالية التونسي حكيم بن حمودة سخرية من قبل مستخدمي المواقع الاجتماعية في البلاد، وخاصة يتعلق بالدعوة لتحسين القطاع الزراعي عبر زراعة الفلفل والطماطم المعدة للتصدير.
وكانت الجبهة الشعبية أعلنت قبل أيام عن ‘مشروع اقتصادي متكامل’ يعد بديلا عن مشروع الميزانية الذي قدمته الحكومة السابقة، ويساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي، وفق ما أكد الناطق باسم الجبهة القيادي حمة الهمامي.
المشروع الجديد يدعو لإعادة هيبة الدولة واعطاء أولوية للتنمية والعمل في جميع المدن التونسية، ودعم المقدرة الشرائية والعدالة الجبائية والاعتماد على الموارد الذاتية وعدم الارتهان للتداين الخارجي، وتعليق دفع الديون الخارجية مؤقتا لحين إطلاق عملية تدقيق شاملة بشأنها، إضافة إلى المحافظة على الدعم الحكومي للمواد الأساسية وإلغاء ديون المزارعين المقدرة بـ400 مليون دينار (حوالي 250 مليون دولار) وتقديم منحة بذات القيمة لحوالي 170 عاطل عن العمل من أصحاب الشهادات العليا، وتوفير أكثر من 60 ألف فرصة عمل جديدة.
لكن مراقبين شككوا بإمكانية تحقيق المقترح الجديد على أرض الواقع، فيما اعتبر البعض أن ‘ميزانية الفلفل’ تشكل دعاية مبكرة للجبهة الشعبية قبل أشهر من الانتخابات المتوقعة في نهاية العام الجاري.
مستخدو المواقع الاجتماعي لم يوفروا الفرصة لانتقاد المشروع الجديد، لكن انتقادهم حمل طابعا تهكميا ركز على بعض الفقرات الواردة في المشروع والمتعلقة بتنمية القطاع الزراعي وتعليق دفع ديون البلاد.
وكتب ‘أبو أيوب’ على موقع تويتر ‘على ما يبدو هذه الجملة صدرت في ميزانية جبهة حمة: الإكثار من زراعة الفلفل باعتباره مطلوبا في الدول شرق أوروبا.. ماهيش (ليست) نكتة!’، فيما علق محمد طاهر لعصيدي على موقع فيسبوك بقوله ‘اليسار الفاشل وسياسة: شتان بين الطماطم والفلفل’.
وكتبت صفحة تونسيا ليكس (تسريبات تونس) ‘حمة الهمامي يدعو أنصاره للجهاد في روسيا وتكوين جبهات جهادية شيوعية، ويهدد بضرب اوكرانيا باسلحة الفلفل الشايح’، وأضافت صفحة ‘تونسنا’: ‘المؤامرة دولية والحرب أصبحت مفتوحة بين النظام العالمي والاسلام، وحمة الهمامي يحكي على كيلو الفلفل وخالتي مباركة!’.
الهمامي أكد بدوره أن الهدف من الميزانية البديلة هو إيجاد حلول للأزمة في تونس، مؤكدا أن ذلك لا يندرج بأي حال ضمن الحملة الانتخابية للجبهة الشعبية.
لكن بعض المستخدمين انتقد ‘مهادنة’ الهمامي (زعيم حزب العمال الشيوعي)، الذي دأب على انتقاد الترويكا الحاكمة، للحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنه تخلى عن ‘ثورجيته’ وبدأ يبحث عن عقد تحالفات جديدة طمعا بالمشاركة في الحكومة القادمة.
وكتب أحد المعلقين على موقع ‘الشاهد’ عبارة، أعادت نشرها بعض الصفحات الاجتماعية، ينتقد فيها تراجع الهمامي عن انتقاد الزيادة في الأسعار في ظل الحكومة الجديدة بقوله ‘حمة الهمامي والزيادات في الأسعار: موش مشكل (ليست هناك مشكلة) أما الفلفل خط أحمر!’. في المقابل انتقد بعض أنصار الجبهة الشعبية الذين التقتهم ‘القدس العربي’: ‘الهجوم الذي يقوده بعض المحسوبين على التيارات الإسلامية ضد قيادي معروف بسجله النظيف ضد جميع الأنظمة القمعية في البلاد’.
وقالت جميلة (موظفة) ‘لا أعرف لماذا يصر أنصار النهضة على استهداف سياسي كبير بوزن حمة الهمامي، الرجل معروف بنضاله الكبير ضد جميع الأنظمة السياسية في تونس، وقبل أن يفكر هؤلاء بانتقاده عليهم مراجعة تاريخهم السياسي المليء بالفضائح’.
واعتبر يونس (مهندس) أن الهجوم على الهمامي هو ‘جزء من الحملة التي يقودها بعض المتشددين المحسوبين على أحزاب الترويكا ضد الجبهة الشعبية التي قدمت لتونس خيرة شهدائها كالزعيمين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، لكن هذه الحملة لن تؤثر على شعبية الجبهة التي ستفوز بالانتخابات القادمة بكل تأكيد’. ويعتبر حمة الهمامي من أبرز الوجود السياسية في تونس، وهو معروف بانتقاده الدائم لجميع الأنظمة الحاكمة في تونس بدءا بنظام الحبيب بورقيبة ومرور بنظام بن علي وانتهاء بالترويكا الحاكمة بقيادة حركة النهضة، وأثار جدلا مؤخرا بعد وصفه حكومة مهدي جمعة الجديدة بأنها ‘خلطة نهضوية تجمعية (نسبة إلى حزب بن علي)’.
وكان الهمامي أكد في وقت سابق أن بلاده ليست مطالبة بتسديد ديون لم يستفد منها الشعب التونسي، مطالبا بوقف تسديد البلاد للديون الخارجية باعتباره ‘سقطت بسقوط نظام بن علي’. كما ندد بمحاولة الحكومة ‘تحويل البلاد الى مستعمرة اقتصادية’ عبر توقيع اتفاقيات ستغرق البلاد في ‘مديونية رأسمالية فاحشة’.

القدس العربي


Navigate through the articles
Previous article تفكُّك الدَّولة السُّودانية: السِّيناريو الأكثر تَرجيحاً خطاب الصادق المهدي إلى أمبيكي واستشهاد جدي الأمير ‘راكب’ في ‘أم دبيكرات’ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع