بعد أن كثفت قوات الجيش الصومالي وقوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (الأميصوم) عملياتها العسكرية المشتركة ضد حركة الشباب هذا الشهر وأجبرت الحركة على الانسحاب من عدد من البلدات الاستراتيجية، تعمل الشباب على التصدي للحملة عبر إقناع الصوماليين بأن الجنود الأثيوبيين العاملين ضمن الأميصوم يشنون غزوا ضد بلادهم.
وفي رسالة صوتية بثتها راديو أندلس،
الناطقة باسم الشباب، ونشرت على مواقع موالية لجهاديين في 9 آذار/مارس، دعا زعيم
الحركة أحمد عبدي غوداني الصوماليين لشن الجهاد ضد القوات الصومالية وقوات
الأميصوم، معلنا القوات الأثيوبية بشكل خاص بأنها قوات اجتياح.
وقال غوداني إن الحملة الصليبية ضد المسلمين في شرق أفريقيا لا سيما ضد الشعب
الصومالي كانت دوما تتم بقيادة أثيوبيا بالتعاون مع الغرب. واعتبر أن الحملة
العسكرية ضد حركة الشباب تهدف إلى تقسيم الصومال إلى ولايات إقليمية يتم تقاسمها
لاحقا بين الدول المجاورة.
ورأى غوداني أن "أولى الأولويات [للحملة العسكرية] تقضي بتقسيم ما تبقى من الصومال
بين أثيوبيا وكينيا تحت شعار الإدارات الإقليمية. أما الهدف الثاني، فيركز على نهب
الموارد الطبيعية للبلاد بشكل مباشر وغير مباشر من حكومة كافرة. والهدف الثالث يركز
على محاربة تطبيق الشريعة تحت حكم الشباب ومنع الناس من العيش بسلام وكرامة في حكم
إسلامي".
وأضاف، "الأولوية الرابعة تقضي بتحريض البلاد على العنف على خلفية مجتمعية أو
عشائرية بعد أن توحدوا تحت شريعة الله. والهدف الخامس يقوم على تحقيق إثيوبيا حلمها
بفرض سيطرتها على المناطق الساحلية الصومالية".
وأتت رسالة غوداني عشية تجدد الحملة العسكرية ضد الشباب، التي أكد الرئيس حسن شيخ
محمود أنها "ستستمر إلى حين إعادة فرض سيطرتنا على كافة الأراضي".
محاولة يائسة لفتح
جراح قديمة
وقال العقيد المتقاعد ضاهر تيموادي الذي خدم في الجيش الصومالي خلال إدارة محمد
سياد باري، إن رسالة غواني محاولة يائسة لفتح جراح قديمة بهدف تجنيد المزيد من
العناصر.
واعتبر تيموادي أن التحدي الذي يواجهه الصوماليون اليوم غير مرتبط باستقلالهم
الوطني من دول أخرى بل بالقضاء على حركة الشباب.
وقال لصباحي، "أعتقد أن جميع شعوب أفريقيا هم أشقاؤنا ونحن من دعاهم [لمساعدتنا]"،
مضيفا أن القوات الأثيوبية تعمل ضمن الصلاحيات ذاتها التي تعمل وفقها قوات
الأميصوم.
وأوضح تيموادي أن "ما يبعث الفرح اليوم هو أن سكان المناطق المحررة من الشباب بفضل
جنود الأميصوم، أكانوا أثيوبيين أو أوغنديين أو جيبوتيين أو أي دولة مشاركة أخرى،
يمكنهم اليوم أن يعيشوا بحرية وسلام".
وشدد على أن الشباب فشلت في تشويه صورة الاسلام لما يضمن مصالحها وقد عادت لاستغلال
الخلافات السياسية القديمة لنيل الدعم.
وأردف قائلا، "أمام الشعب الصومالي عدو واحد وهو الشباب، والعالم مستعد لدعمنا في
القضاء على هذه الجماعة. لا يخفى علينا ما يحاول [غوداني] تحقيقه"، وعلى الصوماليين
"فهم كلامه بوضوح" وألا يقعوا ضحية لخطاباته.
من جانبها، أكدت صحرا محمد، وتبلغ من العمر 28 عاما وهي من سكان هامار ويني في
مقديشو ودرست الأعمال التجارية والإدارة في جامعة كامبالا الدولية، أن رسالة غوداني
دليل على ضعف الشباب.
ورأت أن "نفوذ أحمد غوداني وكبرياؤه قد انطفآ ولذلك فهو يريد تذكير الناس بالتاريخ
القديم كي يحصل على الدعم لحركته تماما كالدعم الذي حازته جماعة اتحاد المحاكم
الاسلامية في الصومال عام 2007"، مذكرة بالدعم الشعبي الكبير الذي حصلت عليه
الشباب، التي كانت حينها كجناح عسكري ضمن اتحاد المحاكم وثم بدأت بالعمل بشكل
مستقل، بعد دخول الكتيبة الأثيوبية إلى الصومال لمساعدة الحكومة الفيدرالية
الانتقالية لفرض الأمن في العاصمة مقديشو.
أعداء الأمس أصدقاء
اليوم
غير أن محمد أكدت لصباحي أن "الناس اليوم يفهمون نوايا الشباب تجاه الكتيبة
الأثيوبية التي انضمت إلى الأميصوم. إن هذه القوات هي من يستعيد السيطرة [على
المناطق التي تتواجد فيها الشباب] وستغادر بعد القضاء على جميع الإرهابيين لأنهم
أتوا إلى الصومال بعد اتفاقية بين بلدينا".
ودعت "الشباب للاعتراف بأن الناس لا يريدونهم".
وأضافت، "إن الطريقة الوحيدة التي ستؤدي إلى القضاء على الشباب هي في أن يتعاون
المجتمع الدولي معنا في الجهود التي تبذل لتخطي الصعوبات التي يفرضها المقاتلون
علينا. ما عليك من أثيوبيا، فإننا سنطلب الدعم من اسرائيل إن كانت ستساعدنا في
القضاء عليهم وإننا مستعدون لذلك".
وفي الإطار ذاته، أشار أحمد جامع، ويبلغ من العمر 30 عاما ومن سكان هودان بمقديشو
وقد درس الإدارة والتجارة في جامعة مقديشو، إلى أنه من المفاجئ أن يقول غوداني،
الذي يقاتل إلى جانب الكثير من المقاتلين الأجانب الذين جلبهم هو إلى الصومال،
للناس أن قوات الأميصوم "قوات غزو".
وأضاف لصباحي، "أولا، من طلب من غوداني أن يدير شؤون الصومال؟ عليه أن يعلم أنه
مجرم جلب غرباء هم إرهابيون دوليون إلى بلده".
وختم قائلا، "يعلم الصوماليون المتعلمون أن دولا كثيرة في العالم خاضت حروبا ضد
بعضها في الماضي، لكن اليوم تجدهم يتعاونون ويعملون معا. الأثيوبيون أشقاؤنا، لقد
دخلنا في حرب معهم في الماضي، لكن من المهم أن نقيم علاقات طيبة لحاجة أحدنا
للآخر".
الصباحي
Navigate through the articles | |
الكينيون من أصل صومالي يسعون جاهدين لتغيير بصمة الإرهاب الذي طبعه المجتمع | تفكُّك الدَّولة السُّودانية: السِّيناريو الأكثر تَرجيحاً |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|