المقالات و التقارير > بداية ساخنة للسبــــاق الرئاسي في مصر

بداية ساخنة للسبــــاق الرئاسي في مصر

شهدت الحملة الانتخابية الرئاسية بداية ساخنة هذا الاسبوع، رغم التوقعات التي تجمع على ان المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي سيحقق فوزا كبيرا على منافسه مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي في الانتخابات المقررة في السادس والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الحالي، على ان تعلن النتيجة الرسمية في الخامس من حزيران – يونيو المقبل.
ومع انطلاق الحملة الانتخابية، اجرى السيسي عددا من الحوارات عرض فيها برنامجه الانتخابي للمرة الاولى، وسط تقديرات متباينة لتأثيرها على شعبيته، بينما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة من الجانبين، لتبرز بشكل غير مسبوق كساحة رئيسية للمعركة الانتخابية.
وعلى الرغم من اجماع المرشحين على انهما لن يسمحا بعودة ‘الاخوان’ الى المشاركة السياسية كتنظيم، الا ان مراقبين توقعوا ان يحصد صباحي أصواتا انتقامية من جانب المنتمين إلى الإخوان والمتعاطفين معهم من التيار الإسلامي، الى جانب الشباب بشكل عام، وبعض الائتلافات الثورية الرافضة لحكم قائد عسكري للبلاد ايا كان اسمه.
ويعتبر هؤلاء ان السيسي خسر جزءا مهما من اصوات المترددين بعد خروجه عن صمته وادلائه باحاديث مطولة للمرة الاولى، مرتديا الزي المدني، الذي ربما قلل من الكاريزما التي كان يتمتع بها ما كشف ضعفه السياسي. وفي رد غير مباشر على احاديث المرشحين الرئاسيين التي اجمعا فيها على انه لا وجود ولا مستقبل سياسيا لجماعة الاخوان في مصر، قالت الجماعة انها ‘ستبقى شوكة في ظهر كل ديكتاتور’، واكدت على موقفها المبدأي الداعي الى مقاطعة الانتخابات.

الاخوان يردون

وأكد الدكتور مجدي قرقر القيادي لـ ‘التحالف الوطني لدعم الشرعية’ الذي يضم جماعة الاخوان وعددا من الاحزاب الاسلامية أن التحالف مستمر، ولن يتم حله أبدًا حتى تتحقق جميع أهدافه ومطالبه، والتي على رأسها كسر الانقلاب ومحاكمة جميع قادته وعودة الشرعية كاملة، مشيرًا إلى أن التحالف يبارك كل الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه، سواء كانت في الداخل أو الخارج.
ولقيت تصريحات المشير السيسي بشكل خاص انتقادات واسعة في اوساط جماعة الاخوان التي نشرت على احد مواقعها تفنيدا لها، فقال احد كتابها:
‘يقول السيسي: ‘كان بإمكان الإخوان البقاء في الحكم لو طرحوا مرسي للاستفتاء’. وماذا لو جاء مرسي مرة أخرى، هل كنت ستقبل بمنحرفين في الفكر ومتخابرين وخونة لمصر، وترضى بوجودهم في الحكم مرة أخرى؟
ويضيف: يكيل الاتهامات للإخوان والإسلاميين والرئيس الشرعي وخيرت الشاطر، دون ان يتمكنوا من الرد على أكاذيبه واختلاقاته، ولا يملكون تكذيبه.

المصريون في الخارج

وتتميز هذه الانتخابات باهتمام خاص من المرشحين باصوات المصريين في الخارج، والبالغ عددهم نحو عشرة ملايين، وخاصة بعد التسهيلات غير المسبوقة التي اعتمدتها الحكومة لادلائهم باصواتهم، اذ لم يعد ضروريا التسجيل المسبق عبر الانترنت، ويكفي للتصويت التوجه الى مقر السفارة مع بطاقة الرقم القومي او جواز السفر.
وقال السفير محمد العرابي، رئيس حزب المؤتمر، ‘إن الحزب سينظم 3 زيارات خلال الأيام المقبلة، لعدد من عواصم الدول الأوروبية لدعم المشير السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية.
وعلى الجانب المؤيد لصباحي، أعلن الدكتور شادي الطوخي، أمين المصريين بالخارج بحزب الدستور، ‘أن الحزب ينسق لفعالية كبيرة بالتنسيق مع حملة المرشح الرئاسي لدعمه في الخارج، من خلال عمل حلقة نقاش واسعة مع أعضاء الجاليات المصرية بالخارج عن طرق خاصية ‘فيديو كونفرنس′، لإمكانية التواصل وفتح النقاش بشكل سهل’.

حزب الكنبة

وعلى عكس التوقعات فقد بدا صباحي منافسا قويا، خاصة انه دشن حملته من قلب الصعيد في محافظة اسيوط، التي هي مسقط رأس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسط اهتمام شعبي لافت.
برغم أهمية دور الأحزاب والحركات السياسية في عمليات الحشد والتعبئة، فإن المتغير الحاسم في التصويت على الناخبين سوف يكون موقف الجماهير غير المنخرطة تنظيميًّا في أحزاب أو في حركات سياسية المعروفة بـ’حزب الكنبة’، وهي الكتلة التصويتية الأكبر والأهم والتي ستبني موقفها بناءِ على الصورة الذهنية التي تتشكل لديها عن المرشحَيْن.
اما الكتلة الاكبر فهي من المواطنين البسطاء وفئات الشعب المصري تحت خط الفقر والتي لا تلقي بالاً لا للإنتخابات ولا لمن سيكون الرئيس، ولسان حالهم يقول ‘إحنا ناس على باب الله، وكده كده السيسي هو اللي هيكسب، إحنا مش عايزين حاجة غير إننا نعرف نعيش زي خلق الله’.

السفير ابراهيم يسري

وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ قال رئيس ‘جبهة الضمير’ السفير السابق ابراهيم يسري ‘لا توجد حملة إنتخابية ولا يوجد تصويت على رئيس، كل هذه إجراءات تتم كنوع من الديكور، فكل الأحزاب وجميع فئات الشعب تعلم أن السيسي هو الرئيس القادم حتى وإن لم يكن هناك إنتخابات من الأصل’.
وعن رأيه في ظهور السيسي للمرة الأولى في حوارات على الشاشة قال ‘هذا الحوار كان محبطا جداً، اذ كان على المشير أن يحدد كلامه أكثر من ذلك في كثير من الأمور لكنه لم يفعل’.
وأضاف تعقيبا على قول السيسي بأنه لن يكون هناك وجود لجماعة الإخوان اثناء توليه الرئاسة قال ‘السيسي تكلم بمنطق أمني – عسكري لا يقيم دولة، فلا يوجد شيء إسمه لا يوجد إخوان، الإخوان كيان قائم في المجتمع المصري منذ 80 عاما، ومن الممكن أن يستمر أكثر من 80 عاما أخرى’.

القدس العربي


Navigate through the articles
Previous article تجمعات سياسية في السودان تمنح المعارضين شعورا “مزعوما” بالحرية بداية ‘غير موفقة’ لحملة السيسي Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع