هزّت عملية خطف الجماعة الإسلامية النيجيرية، بوكو حرام، لـ 276 تلميذة الشهر الماضي العالم أجمع وولّدت موجة واسعة من الاستنكار.
وقد أثارت هذه العملية التي
نُفذت في 14 نيسان/أبريل في مدينة شيبوك النيجيرية انتقادات واستنكارات في أوساط
الجماعات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة حتى. ولكن لقيت العملية تأييداً نادراً
واحداً جاء من قبل حركة الشباب.
وإن الحركة المعروفة بخطف الأولاد وتجنيدهم في حربها، عبّرت عن تأييدها لممارسات
الجماعة النيجيرية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيس بوك، راديو الأندلس.
وفي سلسلة من التصريحات التي بدأت بنشرها في 10 أيار/مايو، اعتبرت الشباب عملية
الخطف مبررة كنتيجة لاعتداءات الحكومة النيجيرية على المسلمين، معتبرةً أن بوكو
حرام "أنقذت" الفتيات من تلك الاعتداءات ومن الظلم.
ولشرح هذه الحجة، نشرت الشباب سلسلة من الصور ادعت أنها تُظهر رجال شرطة نيجيريين
يجبرون مسلمين مصابين أو معوّقين على النزول إلى الأرض فيما يعدمهم عنصر أمني شاب
"مسيحي". وجاء في تصاريح الشباب أن على المسلمين رفض هذه الممارسات و"سفك الدماء"
انتقاماً على ذلك.
كذلك، حاولت الشباب تبرير عمليات بوكو حرام بالقول إنها أقل ظلماً من سوء معاملة
الحكومة للمسلمين في السجون النيجيرية.
وجاء في أحد التصاريح المنشورة على صحفة الأندلس على فيس بوك أن "المجاهدين يعاملون
النساء باحترام. فستُقدم [كل فتاة] لرجل واحد وستُصبح زوجته أو ستُباع لرجل آخر
يريدها. وفي وقت لاحق، سيتم إطلاق سراحهن وسيتم تزويجهن [كسائر] النساء الأحرار".
وفي تصريح آخر، طلبت الشباب من أتباعها إبداء رأيهم عن مصير الفتيات المخطوفات،
طارحةً ثلاثة سيناريوهات محتملة:
1. هل يجب إطلاق سراحهن من دون شروط؟
2. هل يجب منحهن الحرية مقابل فدية؟
3. هل يجب إعطائهن لمجاهدين آخرين ليولد 200 صبي إضافي وينضموا بدورهم إلى حركة
المجاهدين؟
وأعلنت الحركة أن الخيارات الثلاثة مقبولة في الشريعة في حال صُنّفت الفتيات من
"الكفّار".
وانقسمت ردود القراء بين الخيار 1 والخيار 3، أي بين إطلاق سراح الفتيات من دون
شروط وبين "إعطائهن" للمجاهدين دعماً للجهاد.
وقال أحد القراء "أعتقد أنه يجب إطلاق سراحهن من دون شرط. فاستنكر علماء الدين
بالإجماع عملية الخطف"، مضيفاً أن خطف أشخاص من غير المسلمين يعيشون بسلام مع
المسلمين، سيؤدي إلى تلطيخ صورة الإسلام.
وأدان آخرون الجماعة بشكل صارم وكامل.
ونشر قارئ آخر "ثمة معايير محددة للجهاد. ولم تحصل بوكو حرام حتى على تأييد من
علماء الدين المجاهدين أو من القاعدة. أعمالها تشكل انتهاكاً وهي لا تملك معرفة
كافية في الدين الإسلامي".
وتابع قائلاً "الأندلس، لا تضللون الناس. المقاتلون ليسوا مجاهدين. صحيح أن
المسلمين يتعرضون للقمع والقتل، ولكن ما تفعله [بوكو حرام] هو أمر لا يمكن السكوت
عنه".
وأضاف قارئ آخر أن عناصر "[بوكو حرام] ليسوا مجاهدين بل هم شياطين. هم على خطأ
والشريعة الإسلامية لا تسمح بتزويج النساء قسراً. أطلب من الله أن يحرر النساء
المخطوفات".
الصوماليون يدينون دعم الشباب
لبوكو حرام
في هذا الإطار، قال الشيخ سعيد شيخ محمود شيخ عبدالرحمن، مدير الشؤون القانونية
لأهل السنة والجماعة في غورييل، إن أي شخص لديه معرفة صحيحة بالدين الإسلامي يعرف
أن خطف بوكو حرام للفتيات أمر محظر.
وأوضح لصباحي أن "الإسلام خصّ البشر بالاحترام، لا سيما للنساء اللواتي يجب حماية
حقوقهن. بالتالي، برأيكم ماذا [يقول الإسلام] عن شخص يخطف الفتيات اللواتي يرتدن
المدرسة، بغض النظر عما إذا كان سبب الخطف الابتزاز أو سبباً سياسياً؟"
وأضاف "كل شخص مسلم يدرك ذلك، وما من شك في عدم شرعية عمليات الخطف".
وقال إن "الرجال الذين ينفذون مثل عمليات الخطف هذه هم فاسقون [أسوأ من أي فاسقين]
صادفناهم من قبل. إنه أمر معيب إلى أقصى الحدود".
وذكر عبدالرحمن أنه غير متفاجئ بإشادة وسائل الإعلام التابعة للشباب بممارسات
الجماعات الإرهابية الأخرى.
وشرح قائلاً "إن الإشادة بعمليات الخطف التي تنفذها حركة إرهابية، أمر متوقع من
جماعة ذات الأيديولوجية المشابهة والتي تعتبر قطع الرؤوس والتفجيرات الانتحارية
طبيعية". وأضاف أن الشباب مسؤولة عن تنفيذ جرائم مروعة أكثر بعد مما تنفذه بوكو
حرام حالياً.
من جهته، قال حسن علي، 53 عاماً وهو من وجهاء قبائل مقديشو، إن أصول الشباب وبوكو
حرام مماثلة.
وأوضح علي لصباحي "عندما تضعف جماعات إرهابية مشابهة للشباب ظهرت بقوة في السنوات
العشرة الماضية في مختلف دول العام وفي الدول الأفريقية، يصبح موقفها بالإجماع
مؤيداً لعمليات خطف النساء والأولاد والاعتداء عليهم.
وقال "لهذا السبب شعرت بحزن كبير عندما سمعت أن جماعة بوكو حرام خطفت التلميذات.
ذكّرني ذلك بالأعمال التي نفذتها الشباب في مدن عديدة في مختلف مناطق الصومال عندما
كانت تسيطر عليها".
هاشتاغ جديد دعماً للفتيات
ولّدت عملية خطف التلميذات موجة من الغضب في كافة أنحاء العالم، أُطلقت على أثرها
حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع هاشتاغ #BringBackOurGirls.
وانتقد مسؤولون من حكومة الولايات المتحدة يوم الخميس، 15 أيار/مايو، الرد "البطيء"
لنيجيريا على عملية الخطف وعلى الخطر الذي تشكله بوكو حرام بشكل عام.
أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور روبرت مينينديز، فقال
إن نيجيريا أظهرت "بطئاً مأساوياً وغير مقبول" في تعاملها مع الأزمة، بالرغم من
العروض التي قدمتها الولايات المتحدة ودول أخرى لمساعدتها.
وقال مينينديز "طلبت من الرئيس [غودلاك] جوناثان أن يكون القائد الذي تحتاج إليه
دولته".
وبدورها، اعتبرت المسؤولة الرسمية في وزارة الدفاع الأميركية، أليس فرند، أن
"نيجيريا كانت بطيئة في التأقلم مع الاستراتيجيات والتكتيكات الجديدة في وجه هذا
الخطر المعقد".
يُذكر أن الولايات المتحدة أرسلت فريق عمل مؤلفاً من حوالي 30 مدنياً وعنصراً
عسكرياً لمساعدة الحكومة النيجيرية على تعقب التلميذات المخطوفات. وأكد الجيش
الأميركي أيضاً على أنه أرسل طائرات استطلاع بدون طيار إضافةً إلى طائرات استطلاع
فوق الأراضي النيجيرية بحثاً عن الفتيات.
ورحّبت آشا فارح، 26 عاماً وهي تدرس في كلية الإدارة العامة في جامعة مقديشو،
بالدعم الذي قدمته حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في حملة البحث عن
الفتيات اللواتي خُطفن على يد عناصر بوكو حرام.
وقالت "أعتبر ذلك عملاً شنيعاً نفذته جماعة بوكو حرام التي تدعي بأنها حركة تقاتل
تحت شعار الإسلام. إنه عمل يُعرف به الإرهابيين حول العالم".
وتابعت قائلةً "أؤيد مطلب أهالي نيجيريا، وأطلب بدوري من بوكو حرام إطلاق سراح
الفتيات إذا كانت الإنسانية تهمهم إلى أدنى حد".
Navigate through the articles | |
من وراء حركة حفتر العسكرية؟ | تجمعات سياسية في السودان تمنح المعارضين شعورا “مزعوما” بالحرية |
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
|